تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٨٣٤
تفسير سورة الانفطار
أمارات القيامة ومصير الناس فيها
سورة الانفطار المكية بالاتفاق كسورتي التكوير والانشقاق تتضمن الكلام على أمارات البعث والتذكير بيوم القيامة، وما فيه من أهوال وتبدلات، وبيان مصير الإنسان : إما إلى الجنة وإما إلى النار، لكن كل سورة تتميز بوصف مظاهر معينة للقيامة، وقد تلتقي السور الثلاث في بيان بعض مصير الظواهر الكونية. وكل سورة من هذه السور تلوم مخالفة الإنسان لربه، مع إنعامه عليه، وتحمله على الاستقامة، لأن كل شي ء مدوّن عليه من الملكين الملازمين له، وذلك قبل أن يتقرر مصيره النهائي في القيامة بتسلم كتابه بيمينه أو شماله. وهذه آي الانفطار، أي انشقاق السماء على غير نظام مقصود :
[سورة الانفطار (٨٢) : الآيات ١ الى ١٩]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ (١) وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ (٢) وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (٤)
عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (٥) يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (٦) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (٧) فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ (٨) كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (٩)
وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ (١٠) كِراماً كاتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ (١٢) إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (١٣) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (١٤)
يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ (١٥) وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ (١٦) وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (١٧) ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (١٨) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (١٩)
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» «٧» «٨» «٩»
(١) انشقت.
(٢) تساقطت.
(٣) شققت جوانبها فصارت بحرا واحدا. [.....]
(٤) قلب ترابها الموضوع على موتاها.
(٥) ما خدعك وحملك على معصية اللّه؟
(٦) خلقك كامل الأعضاء جميلا.
(٧) صيرك معتدلا متناسب الخلق.
(٨) الجزاء والحساب.
(٩) الذين يعلمون البر ويلتزمونه.


الصفحة التالية
Icon