﴿نحن أعلم﴾ أي: عالمون ﴿بما يقولون﴾ أي: في الحال والاستقبال من التكذيب بالبعث وغيره تسلية النبي ﷺ وتهديد لهم ﴿وما أنت عليهم بجبار﴾ أي: بمسلط تجبرهم على الإسلام إنما أنت منذر وقد فعلت ما أمرت به ونحن القادرون على ردهم بما لنا من العلم المحيط وهذا قبل الأمر بالقتال ﴿فذكر﴾ أي: بطريق البشارة والنذارة ﴿بالقرآن﴾ أي: الجامع بمجده لكل خير المحيط بكل صلاح ﴿من يخاف وعيد﴾ فإنه لا ينتفع به غيره وهم المؤمنون. وقرأ ورش بإثبات الياء بعد الدال وصلاً لا وقفاً وحذفها الباقون وصلا ووقفاً وما رواه البيضاوي تبعاً للزمخشري من أنه ﷺ قال «من قرأ سورة ق هوّن الله عليه ثأرات الموت وسكراته» حديث موضوع وثأرات الموت بمثلثة وهمزة مفتوحة أهواله.
سورة الذاريات
مكية وهي ستون آية وثلاثمائة وستون كلمةوألف ومائتان وتسعة وثمانون حرفاً
(١١/٢٠٥)
﴿بسم الله﴾ أي المحيط بصفات الكمال فهو لا يخلف الميعاد ﴿الرحمن﴾ الذي عم الخلائق بنعمة الإيجاد ﴿الرحيم﴾ الذي خص من اختاره بالتوفيق لما يرضاه من المراد ولما ختم الله سبحانه وتعالى ق بالتذكير بالوعيد افتتح هذا بالقسم البالغ على صدقه، فقال عز من قائل مناسباً بين القسم والمقسم عليه.
﴿والذاريات﴾ أي: الرياح تذرو التراب وغيره، وقيل: النساء الوالدات، فإنهنّ يذرين الأولاد، وقوله تعالى ﴿ذروا﴾ منصوب على المصدر المؤكد والعامل فيه فرعه وهو اسم الفاعل والمفعول محذوف اقتصاراً، يقال: ذرت الريح التراب وأذرته.
﴿فالحاملات﴾ أي: السحب تحمل الماء وقيل: الرياح الحاملة للسحاب وقيل النساء الحوامل وقوله تعالى: ﴿وقراً﴾ أي: ثقلاً مفعول به بالحاملات كما يقال حمل فلان عدلاً ثقيلاً، قال الرازي: ويحتمل أن يكون اسماً أقيم مقام المصدر كقوله: ضربته سوطاً.


الصفحة التالية
Icon