ولما حقق له تعالى إلى هذا اليقين سبب عن أمره لنبيه ﷺ بالتنزيه عما وصفوه به مما يلزم منه وصفه بالعجز فقال تعالى: ﴿فسبح﴾ أي: أوقع التنزيه كله عن كل شائبة نقص بالاعتقاد والقول والفعل بالصلاة وغيرها بأن تصفه بكل ما وصف به نفسه من الأسماء الحسنى وتنزهه عن كل ما نزه نفسه عنه ﴿باسم ربك﴾ أي: المحسن إليك بما خصك به مما لم يعطه أحداً غيرك وإذا كان هذا لاسمه فكيف بما هو له ﴿العظيم﴾ الذي ملأت عظمته جميع الأقطار والأكوان وزادت على ذلك بما لا يعلمه حق العلم سواه، لأنّ من له هذا الخلق على هذا الوجه المحكم وهذا الكلام الأعز الأكرم لا ينبغي لشائبة نقص أن تلم بجنابه أو تدنو من فناء بابه، وعن عقبة بن عامر قال: «لما نزلت ﴿فسبح باسم ربك العظيم﴾ قال النبيّ ﷺ اجعلوها في ركوعكم، ولما نزلت ﴿سبح اسم ربك الأعلى﴾ قال النبي ﷺ اجعلوها في سجودكم». خرجه أبو داود وعن أبي ذر قال: «قال لي عليه الصلاة والسلام: ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله تعالى سبحان الله وبحمده». وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ «كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم» هذا الحديث آخر حديث في البخاري وعن جابر قال: قال رسول الله ﷺ من قال: «سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة». «روى أبو طيبة عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً» ورواه البيهقي وغيره وكان أبو طيبة لا يدعها أبداً وأخرجه ابن الأثير في كتابه جامع الأصول ولم يعزه.
سورة الحديد
مكية أو مدنية وهي تسع وعشرون آية وخمسمئة وأربع وأربعون كلمة وألفان وأربعمئة وستة وسبعون حرفاً
(١١/٤٤٢)