ولما كان هذا معلماً بأنهم عدم لا اعتبار بهم، قال تعالى مسبباً عنه تهديداً لهم ﴿فمهل الكافرين﴾ أي: فمهل يا أشرف الخلق هؤلاء البعداء، ولا تستعجل بالانتقام ولا بالدعاء عليهم بإهلاكهم فإنا لا نعجل لأنّ العجلة وهي إيقاع الشيء في غير وقته الأليق به نقص. وقوله تعالى: ﴿أمهلهم﴾ تأكيد حسنه مخالفة اللفظ، أي: أنظرهم ﴿رويداً﴾ أي: قليلاً، وهو مصدر مؤكد لمعنى العامل مصغر، روداً و أرواداً على الترخيم، وقد أخذهم الله تعالى ببدر ونسخ الإمهال بالأمر بالجهاد والقتال.
وقول البيضاوي تبعاً للزمخشري أنّ النبيّ ﷺ قال: «من قرأ سورة الطارق أعطاه الله تعالى بعدد كل نجم في السماء عشر حسنات» حديث موضوع.
سورة الأعلى مكية
في قول الجمهور وقال الضحاك مدنية، قال النووي: وكان النبيّ ﷺ يحيها لكثرة مااشتملت عليه من العلوم والخبرات، وهي تسع عشرة آية واثنتان وسبعون كلمة ومائتان وأربعة وثمانون حرفاً.
﴿بسم الله﴾ عالم الغيب فلا تخفى عليه خافية ﴿الرحمن﴾ الذي عمّ جوده كل أنس وجنّ وملك ودابة ﴿الرحيم﴾ الذي خص أولياءه بمعرفتهم إحسانه.
(١٣/٤٢٧)
واختلف في قوله سبحانه وتعالى: ﴿سبح اسم ربك﴾ فالأكثرون على أن المعنى: نزه ربك المحسن إليك بعد إيجادك على صفة الكمال عما لا يليق به، فاسم زائد، كقول لبيد:
*... إلى الحول ثم اسم السلام عليكما*


الصفحة التالية
Icon