المبحث الثالث: تاريخ التنصيري ضد أصالة القرآن
أ-دور التأسيس (جدليات المشرقيين)
...
المبحث الثالث: تاريخ الجدل التنصيري ضد أصالة القرآن
بدأ الجدل التنصيري ضد أصالة القرآن – مبكراً جداً- مع أول صدام بين المسلمين والجماعات المسيحية في الأراضي الخاضعة للدولة البيزنطية، وقامت الشام بأكبر الأدوار وأهمها في تاريخ الجدل التنصيري ضد أصالة القرآن، وقد تعددت مراحل الجدل التنصيري ضد القرآن، وتباينت معها أساليب الجدل وأطروحاته، فيما يمكن رصده من خلال الأدوار التالية التي مرَّ بها الجدل التنصيري ضد أصالة القرآن:
أدور التأسيس (جدليات المشرقيين).
كان الشرق مهداً لنشأة الجدل التنصيري ضد أصالة القرآن الكريم، نظراً لأنه كان نقطة التقاء الإسلام الفاتح بعقائده وكتابه وشرائعه مع المسيحية الشرقية بمذاهبها المختلفة من أرثوذكسية بيزنطية حاكمة، ونسطورية مخالفة، وآريوسية توحيدية.
يضاف إلى ذلك العامل اللغوي الذي مكّن مجادلي التنصير المشرقيين من الاطلاع بيسر وسرعة على القرآن الكريم في لغته العربية، والوقوف على ما احتواه من عقائد وشرائع وأخلاق وقصص، ومن ثمّ الشروع في الجدل ضده، بخلاف مجادلي الغرب اللاتين الذين احتاجوا إلى عدة قرون كى يتمكنوا من قراءة القرآن في إحدى ترجماته.
ويمكن في هذه المرحلة تمييز عدد من رموز الجدل التنصيري. وهي:


الصفحة التالية
Icon