فهي متعلقة بالمعلومات كلها وبقدرة ذاتية لا تختص بمقدور دون مقدور فهي قادرة على المقدورات كلها فكان حقها ان تحذر وتتقى فلا يجسر أحد على قبيح ولا يقصر عن واجب فإن ذلك مطلع عليه لا محالة فلاحق به العقاب ولو علم بعض عبيد السلطان انه أراد الاطلاع على احواله فوكل همه بما يورد ويصدر ونصب عليه عيونا وبث من يتجسس عن بواطن اموره لأخذ حذره وتيقظ في امره واتقى كل ما يتوقع فيه الاسترابة به فما بال من علم ان العالم الذات الذي علم السر وأخفى مهيمن عليه وهو آمن
اللهم إنا نعوذ بك من اغترارنا بسترك
٣٠
^ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد < < آل عمران :( ٣٠ ) يوم تجد كل..... > > يوم تجد منصوب بتود والضمير في بينه لليوم أي يوم القيامة حين تجد كل نفس خيرها وشرها حاضرين تتمنى لو ان بينها وبين ذلك اليوم وهو له امدا بعيدا ويجوز ان ينتصب
^ يوم تجد ^
بمضمر نحو اذكر ويقع على ما عملت وحده ويرتفع
^ وما عملت ^
على الابتداء و
^ تود ^
خبره أي والذي عملته من سوء تود هي لو تباعد ما بينها وبينه
ولا يصح ان تكون ما شرطية لارتفاع تود
فإن قلت فهل يصح ان تكون شرطية على قراءة عبد الله ودت قلت لا كلام في صحته ولكن الحمل على الابتداء والخبر اوقع في المعنى لأنه حكاية الكائن في ذلك اليوم وأثبت لموافقة قراءة العامة
ويجوز ان يعطف
^ وما عملت ! ٢ < علي > ٢ ! ما عملت ! ٢ < ويكون > ٢ ! تود ^
حالا أي يوم تجد عملها محضرا وادة تباعد ما بينها وبين اليوم او عمل السوء محضرا كقوله تعالى
^ ووجدوا ما عملوا حاضرا ^ الكهف ٤٩ يعني مكتوبا في صحفهم يقرؤنه ونحوه
^ فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه ^ المجادلة ٦
والأمد المسافة كقوله تعالى
^ ياليت بيني وبينك بعد المشرقين ^ الزخرف ٣٨ وكرر قوله
^ ويحذركم الله نفسه ^
ليكون على بال منهم لا يغفلون عنه
^ والله رءوف بالعباد ^
يعني ان تحذيره نفسه وتعريفه حالها من العلم والقدرة من الرأفة العظيمة بالعباد لأنهم اذا عرفوه حق المعرفة وحذروه دعاهم ذلك الى طلب رضاه واجتناب سخطه
وعن الحسن من رأفته بهم ان حذرهم نفسه
ويجوز ان يريد انه مع كونه محذورا لعلمه وقدرته مرجو لسعة