روحه في جسده
فقال تعالى وعزتي لا أغلق عليه باب التوبة ما لم يغرغر
(١)
فإن قلت ما معنى
^ من ^ في قوله
! ٢ < من قريب > ٢ !
قلت معناه التبعيض اي يتوبون بعض زمان قريب كانه سمى ما بين وجود المعصية وبين حضرة الموت زمانا قريبا ففي أي جزء تاب من اجزاء هذا الزمان فهو تائب من قريب والا فهو تائب من بعيد
فإن قلت ما فائدة قوله
! ٢ < فأولئك يتوب الله عليهم > ٢ !
بعد قوله ( انما التوبة على الله ) لهم قلت قوله
! ٢ < إنما التوبة على الله > ٢ !
إعلام بوجوبها عليه كما يجب على العبد بعض الطاعات وقوله فأولئك يتوب عليهم عدة بأنه يفي بما وجب عليه وإعلام بان الغفران كائن لا محالة كما يعد العبد الوفاء بالواجب
! ٢ < ولا الذين يموتون > ٢ !
عطف على الذين يعملون السيئات
سوى بين الذين سوفوا توبتهم الى حضرة الموت وبين الذين ماتوا على الكفر في انه لا توبة لهم لأن حضرة الموت اول احوال الآخرة فكما ان المائت على الكفر قد فاتته التوبة على اليقين فكذلك المسوف الى حضرة الموت لمجاوزة كل واحد منهما اوان التكليف والاختيار
! ٢ < أولئك أعتدنا لهم > ٢ !
في الوعيد نظير قوله
! ٢ < فأولئك يتوب الله عليهم > ٢ !
في الوعد ليتبين ان الأمرين كائنان لا محالة
فإن قلت من المراد بالذين يعملون السيئات
أهم الفساق من اهل القبلة ام الكفار قلت فيه وجهان أحدهما أن يراد الكفار لظاهر قوله
! ٢ < وهم كفار > ٢ !
وان يراد الفساق لأن الكلام انما وقع في الزانيين والإعراض عنهما ان تابا وأصلحا ويكون قوله ! ٢ < وهم كفار > ٢ !
واردا على سبيل التغليظ كقوله
! ٢ < ومن كفر فإن الله غني عن العالمين > ٢ ! آل عمران ٩٧ وقوله ( فليمت ان شاء الله يهوديا او نصرانيا ) ( من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر ) لأن من كان مصدقا ومات وهو لم يحدث نفسه بالتوبة حاله قريبة من حال الكافر لأنه لا يجترىء على ذلك الا قلب مصمت
النساء ١٩ < < النساء :( ١٩ ) يا أيها الذين..... > >
١- ١ ٤٨٩