لا يؤمنون إلا أن يضطّرهم فيطمعون في إيمانهم إذا جاءت الآية المقترحة.
! ٧ < ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِىٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴾ > ٧ !
﴿ < < الأنعام :( ١١٢ ) وكذلك جعلنا لكل..... > > وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نِبِىّ عَدُوّاً ﴾ وكما خلينا ببينك وبين أعدائك، وكذلك فعلنا بمن قبلك من الأنبياء وأعدائهم، لم نمنعهم من العدواة، لما فيه من الامتحان الذي هو سبب ظهور الثبات والصبر، وكثر الثواب والأجر. وانتصب ﴿ شَيَاطِينَ ﴾ على البدل من عدوّاً. أو على أنهما مفعولان كقوله ﴿ وَجَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ ﴾ ( الأنعام : ١٠٠ ) ﴿ يُوحِى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ﴾ يوسوس شياطين الجنّ إلى شياطين الإنس. وكذلك بعض الجنّ إلى بعض وبعض الإنس إلى بعض. وعن مالك ابن دينار : إن شيطان الإنس أشدّ عليّ من شيطان الجنّ، لأني إذا تعوّذت بالله ذهب شيطان الجنّ عني، وشيطان الأنس يجيئني فيجرّني إلى المعاصي عياناً ﴿ زُخْرُفَ الْقَوْلِ ﴾ ما يزينه من القول والوسوسة والإغراء على المعاصي ويموّهه ﴿ غُرُوراً ﴾ خدعاً وأخذاً على غرّة ﴿ وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ﴾ ما فعلوا ذلك، أي ما عادوك، أو ما أوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول بأن يكفهم ولا يخليهم وشأنهم.
! ٧ < ﴿ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاٌّ خِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴾ > ٧ !
﴿ < < الأنعام :( ١١٣ ) ولتصغى إليه أفئدة..... > > وَلِتَصْغَى ﴾ جوابه محذوف تقديره : وليكون ذلك جعلنا لكل نبيّ عدوّاً، على أن اللام لام الصيرورة وتحقيقها ما ذكر. والضمير في ﴿ إِلَيْهِ ﴾ يرجع إلى ما رجع إليه الضمير في فعلوه، أي ولتميل إلى ما ذكر من عداوة الأنبياء ووسوسة الشياطين ﴿ أَفْئِدَةُ ﴾ الكفار ﴿ وَلِيَرْضَوْهُ ﴾ لأنفسهم ﴿ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴾ من الأثام.
! ٧ < ﴿ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِى حَكَماً وَهُوَ الَّذِى أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴾ > ٧ { < الأنعام :( ١١٤ ) أفغير الله أبتغي..... > >
﴿ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِى حَكَماً ﴾ على إرادة القول، أي قل يا محمد : أفغير الله أطلب حاكماً يحكم بيني وبينكم، ويفصل المحق منا من المبطل ﴿ هُوَ الَّذِى أَنزَلَ * إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ ﴾ المعجز ﴿ مُفَصَّلاً ﴾ مبيناً فيه الفصل بين الحق والباطل، والشهادة لي بالصدق وعليكم بالافتراء. ثم عضد الدلالة على أنّ القرآن حق بعلم أهل الكتاب أنه حق لتصديقه ما عندهم وموافقته له ﴿ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴾ من باب التهييج والإلهاب، كقوله تعالى :﴿ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ ﴾ ( الأنعام : ١٤ ) أو ﴿ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴾ في أنّ أهل الكتاب يعلمون أنه منزل بالحق، ولا يريبك جحود أكثرهم وكفرهم به. ويجوز أن يكون ﴿ فَلاَ تَكُونَنَّ ﴾ خطاباً لكل أحد، على معنى أنه إذا تعاضدت الأدلة على صحته وصدقه، فما ينبغي