قيل : والذين استقروا معه في الفلك أو صحبوه في الفلك. ويجوز أن يتعلق بفعل الإنجاء، أي أنجيناهم في السفينة من الطوفان ﴿ عَمِينَ ﴾ عمى القلوب غير مستبصرين. وقرىء :( عامين ). والفرق بين العمى والعاميّ : أن العمى يدلّ على عمى ثابت، والعاميّ على حادث. ونحوه قوله :﴿ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ ﴾ ( هود : ١٢ ).
! ٧ < ﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَاهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ * قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِى سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّى رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّى وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ * أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِى الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ ءَالآءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ > ٧ { < الأعراف :( ٦٥ - ٦٩ ) وإلى عاد أخاهم..... > >
﴿ أَخَاهُمْ ﴾ واحداً منهم من قولك : يا أخا العرب للواحد منهم. وإنما جعل واحداً منهم، لأنهم أفهم عن رجل منهم وأعرف بحاله في صدقه وأمانته، وهو هود بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، وأخاهم : عطف على نوحاً. و ﴿ هُودًا ﴾ عطف بيان له. فإن قلت : لم حذف العاطف من قوله :﴿ قَالَ يَاءادَمُ * قَوْمٌ ﴾ ولم يقل ( فقال ) كما في قصة نوح ؟ قلت : هو على تقدير سؤال سائل قال : فما قال لهم هود ؟ فقيل : قال يا قوم اعبدوا الله، وكذلك ﴿ قَالَ الْمَلاَ ﴾. فإن قلت : لم وصف الملأ ﴿ الَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ دون الملأ من قوم نوح ؟ قلت : كان في أشراف قوم هود من آمن به، منهم مرثد بن سعد الذي أسلم وكان يكتم إسلامه فأريدت التفرقة بالوصف ولم يكن في أشراف قوم نوح مؤمن. ونحوه قوله تعالى :﴿ وَقَالَ الْمَلاَ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَاء الاْخِرَةِ ﴾ ( هود : ١٢ ) ويجوز أن يكون وصفاً وارداً للذمّ لا غير ﴿ فِي سَفَاهَةٍ ﴾ في خفة حلم وسخافة عقل، حيث تهجر دين قومك إلى دين آخر، وجعلت السفاهة ظرفاً على طريق المجاز : أرادوا أنه متمكن فيها غير منفك عنها. وفي إجابة الأنبياء عليهم السلام من نسبهم إلى الضلال والسفاهة، بما أجابوهم به من الكلام الصادر عن الحلم والإغضاء وترك المقابلة بما قالوا لهم مع علمهم بأنّ خصومهم أضلّ الناس وأسفههم أدب حسن وخلق عظيم، وحكاية الله عزّ وجلّ ذلك