المحقين على المبطلين ويظهرهم عليهم. وهذا وعيد للكافرين بانتقام الله منهم، كقوله :﴿ فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبّصُونَ ﴾ ( التوبة : ٥٢ ) أو هو عظة للمؤمنين وحثّ على الصبر واحتمال ما كان يلحقهم من أذى المشركين إلى أن يحكم الله بينهم وينتقم لهم منهم. ويجوز أن يكون خطاباً للفريقين، أي ليصبر المؤمنون على أذى الكفار وليصبر الكفار على ما يسوءهم من إيمان من آمن منهم، حتى يحكم الله فيميز الخبيث من الطيب ﴿ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴾ لأنّ حكمه حق وعدل، لا يخاف فيه الحيف.
! ٧ < ﴿ قَالَ الْمَلأ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ ياشُعَيْبُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ * قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِى مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّعُودَ فِيهَآ إِلاَ أَن يَشَآءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ﴾ > ٧ !
< < الأعراف :( ٨٨ ) قال الملأ الذين..... > > أي ليكوننّ أحد الأمرين : إمّا إخراجكم ؛ وإمّا عودكم في الكفر. فإن قلت : كيف خاطبوا شعيباً عليه السلام بالعود في الكفر في قولهم :﴿ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِى مِلَّتِنَا ﴾ وكيف أجابهم بقوله :﴿ إِنْ عُدْنَا فِى مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا ﴾ والأنبياء عليهم السلام لا يجوز عليهم من الصغائر إلاّ ما ليس فيه تنفير، فضلاً عن الكبائر، فضلاً عن الكفر ؟ قلت : لما قالوا :﴿ لَنُخْرِجَنَّكَ ياشُعَيْبُ * شُعَيْبٌ * وَالَّذِينَ ءامَنُواْ مَعَكَ ﴾ فعطفوا على ضميره الذين دخلوا في الإيمان منهم بعد كفرهم قالوا :﴿ لَتَعُودُنَّ ﴾ فغلبوا الجماعة على الواحد،