أي اذا تجاوزت وقاية الله ولم تناليها لم يقك غيره
! ٢ < من دون الله > ٢ !
متعلق بادعوا أو بشهداءكم فإن علقته بشهداءكم فمعناه ادعوا الذين اتخذتموهم آلهة من دون الله وزعمتم انهم يشهدون لكم يوم القيامة انكم على الحق
أو ادعوا الذين يشهدون لكم بين يدي الله من قول الأعشى
( تريك القذى من دونها وهي دونه )
أي تريك القذى قدامها وهي قدام القذى لرقتها وصفائها
وفي امرهم أن يستظهروا بالجماد الذي لا ينطق في معارضة القرآن بفصاحته غاية التهكم بهم
وادعوا شهداءكم من دون الله أي من دون اوليائه ومن غير المؤمنين ليشهدوا لكم انكم أتيتم بمثله
وهذا من المساهلة وارخاء العنان والإشعار بان شهداءهم وهم مدارة القوم الذين هم وجوه المشاهد وفرسان المقاولة والمناقلة تأبى عليهم الطباع وتجمح بهم الإنسانية والأنفة أن يرضوا لأنفسهم الشهادة بصحة الفاسد البين عندهم فساده وإستقامة المحال الجلي في عقولهم إحالته وتعليقه بالدعاء في هذا الوجه جائز
وإن علقته بالدعاء فمعناه ادعوا من دون الله شهداءكم يعني لا تستشهدوا بالله ولا تقولوا الله يشهد ان ما ندعيه حق كما يقوله العاجز عن إقامة البينة على صحة دعواه وادعوا الشهداء من الناس الذين شهادتهم بينه تصحح بها الدعاوى عند الحكام
وهذا تعجيز لهم وبيان لانقطاعهم وانخذالهم
وان الحجة قد بهرتهم ولم تبق لهم متشبثا غير قولهم الله يشهد أنا صادقون
وقولهم لهذا تسجيل منهم على انفسهم بتناهي العجز وسقوط القدرة
وعن بعض العرب انه سئل عن نسبه فقال قرشي والحمد لله فقيل له قولك ( الحمد لله ) في هذا المقام ريبة
أو ادعوا من دون الله شهداءكم يعني أن الله شاهدكم لأنه أقرب اليكم من حبل الوريد وهو بينكم وبين أعناق رواحلكم
والجن والإنس شاهدوكم فادعوا كل من يشهدكم واستظهروا به من الجن والإنس الا الله تعالى لأنه القادر وحده على ان يأتي بمثله دون كل شاهد من شهدائكم فهو في معنى قوله
! ٢ < قل لئن اجتمعت الإنس والجن > ٢ ! الاسراء ٨٨ الآية
فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التى وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين
< < البقرة :( ٢٤ ) فإن لم تفعلوا..... > > لما أرشدهم الى الجهة التي منها يتعرفون امر النبي ﷺ وما جاء به حتى يعثروا