ينتظم في قول موسى لهم فتتعلق بشرط محذوف كأنه قال فإن فعلتم فقد تاب عليكم واما ان يكون خطابا من الله تعالى لهم على طريقة الالتفات
فيكون التقدير ففعلتم ما امركم به موسى فتاب عليكم بارؤكم
فإن قلت من اين اختص هذا الموضع بذكر البارىء قلت البارىء هو الذي خلق الخلق بريئا من التفاوت
^ وما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ^ الملك ٣ ومتميزا بعضه من بعض بالأشكال المختلفة والصور المتباينة فكان فيه تقريع بما كان منهم من ترك عبادة العالم الحكيم الذي برأهم بلطف حكمته على الأشكال المختلفة أبرياء من التفاوت والتنافر الى عبادة البقرة التي هي مثل في الغباوة والبلادة
في امثال العرب أبلد من ثور حتى عرضوا أنفسهم لسخط الله ونزول أمره بأن يفك ما ركبه من خلقهم وينثر ما نظم من صورهم وأشكالهم حين لم يشكروا النعمة في ذلك وغمطوها بعبادة من لا يقدر على شيء منها
وإذ قلتم ياموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولاكن كانوا أنفسهم يظلمون - ٥٧
< < البقرة :( ٥٥ ) وإذ قلتم يا..... > > قيل القائلون السبعون الذين صعقوا وقيل قاله عشرة آلاف منهم
! ٢ < جهرة > ٢ !
عيانا وهي مصدر من قولك جهر بالقراءة وبالدعاء كان الذي يرى بالعين جاهر بالرؤية والذي يرى بالقلب مخافت بها وانتصابها على المصدر لأنها نوع من الرؤية فنصبت بفعلها كما تنصب القرفصاء بفعل الجلوس أوعلى الحال بمعنى ذوي جهرة
وقرىء ( جهرة )
بفتح الهاء وهي إما مصدر كالغلبة وإما جمع جاهر
وفي الكلام