إليه الزبير فقال رسول الله ﷺ كيف حبك لعليٍّ ؟ فقال يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، إني أحبه كحبي لوالدي أو أشدّ حباً. قال : فكيف أنت إذا سرت إليه تقاتله، فإن قلت : كيف جاز أن يدخل النون المؤكدة في جواب الأمر ؟ قلت : لأنّ فيه معنى النهي، إذا قلت : أنزل عن الدابة لا تطرحك، فلذلك جاز لا تطرحنك ولا تصيبنّ ولا يحطمنكم. فإن قلت : فما معنى ﴿ مِنْ ﴾ في قوله :﴿ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ ﴾ ؟ قلت : التبعيض على الوجه الأول، والتبيين على الثاني، لأنَّ المعنى : لا تصيبنكم خاصة على ظلماكم ؛ لأن الظلم أقبح منكم من سائر الناس.
! ٧ < ﴿ وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِى الاٌّ رْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ > ٧ { < الأنفال :( ٢٦ ) واذكروا إذ أنتم..... > >
﴿إِذْ أَنتُم ﴾ نصبه على أنه مفعول به مذكور لا ظرف : أي اذكروا وقت كونكم أقلة أذلة مستضعفين ﴿ فِى الاْرْضِ ﴾ أرض مكة قبل الهجرة تستضعفكم قريش ﴿ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ ﴾ لأن الناس كانوا جميعاً لها أعداء منافين مضادّين ﴿ فَآوَاكُمْ ﴾ إلى المدينة ﴿ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ ﴾ بمظاهرة الأنصار وبإمداد الملائكة يوم بدر ﴿ وَرَزَقَكُم مّنَ الطَّيّبَاتِ ﴾ من الغنائم ﴿ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ إرادة أن تشكروا هذه النعم وعن قتادة : كان هذا الحيّ من العرب أذلّ الناس، وأشقاهم عيشا، وأعراهم جلداً، وأبينهم ضلالا، يؤكلون ولا يأكلون، فمكن الله لهم في البلاد، ووسع لهم في الرزق والغنائم وجعلهم ملوكاً.
! ٧ < ﴿ يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ > ٧ !
< < الأنفال :( ٢٧ ) يا أيها الذين..... > > معنى الخون : النقص، كما أن معنى الوفاء التمام. ومنه : تخوّنه، إذا تنقصه، ثم استعمل في ضد الأمانة والوفاء، لأنك إذا خنت الرجل في شيء فقد أدخلت عليه النقصان فيه، وقد استعير فقيل : خان الدلو الكرب، وخان المشتار السبب لأنه إذا انقطع به فكأنه لم يف له. ومنه قوله تعالى :﴿ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ ﴾ والمعنى لا تخونوا الله بأن تعطلوا فرائضه، ورسوله بأن لا تستنوا به. و ﴿ أَمَانَاتِكُمْ ﴾ فيما بينكم بأن لا تحفظوها { وَأَنتُم