كان عنده أن ابنه ليس منهم ديناً، فلما أشفى على الغرق تشابه عليه الأمر، لأن العدة قد سبقت له وقد عرف الله حكيماً لا يجوز عليه فعل القبيح وخلف الميعاد، فطلب إماطة الشبهة وطلبُ إماطة الشبهة واجب، فلم زجر وسمي سؤاله جهلاً ؟ قلت : إن الله عز وعلا قدّم له الوعد بإنجاء أهله مع استثناء من سبق عليه القول منهم، فكان عليه أن يعتقد أن في جملة أهله من هو مستوجب للعذاب لكونه غير صالح، وأن كلهم ليسوا بناجين، وأن لا تخالجه شبهة حين شارف ولده الغرق في أنه من المستثنين لا من المستثنى منهم، فعوتب على أن اشتبه عليه ما يجب أن لا يشتبه.
! ٧ < ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِى بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِى وَتَرْحَمْنِى أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ > ٧ !
< < هود :( ٤٧ ) قال رب إني..... > > ﴿أَنْ أَسْأَلَكَ ﴾ من أن أطلب منك في المستقبل ما لا علم لي بصحته، تأدباً بأدبك واتعاظاً بموعظتك ﴿ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِى ﴾ ما فرط مني من ذلك ﴿ وَتَرْحَمْنِى ﴾ بالتوبة عليّ ﴿ أَكُن مّنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ أعمالاً.
! ٧ < ﴿ قِيلَ يانُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ > ٧ !
< < هود :( ٤٨ ) قيل يا نوح..... > > وقرىء :( يا نوح اهبط ) بضم الباء ﴿ بِسَلَامٍ مّنَّا ﴾ مسلماً محفوظاً من جهتنا أو مسلماً عليك مكرّماً ﴿ وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ ﴾ ومباركاً عليك، والبركات الخيرات النامية. وقرىء :( وبركة ) على التوحيد ﴿ وَعَلَى أُمَمٍ مّمَّن مَّعَكَ ﴾ يحتمل أن تكون من للبيان. فيراد الأمم الذين كانوا معه في السفينة ؛ لأنهم كانوا جماعات. أو قيل لهم أمم، لأنّ الأمم تتشعب منهم، وأن تكون لإبداء الغاية أي : على أمم ناشئة ممن معك، وهي الأمم إلى آخر الدهر وهو الوجه. وقوله :﴿ وَأُمَمٌ ﴾ رفع بالابتداء. و ﴿ سَنُمَتّعُهُمْ ﴾ صفة، والخبر محذوف تقديره : وممن معك أمم سنمتعهم، وإنما حذف لأنّ قوله :﴿ مّمَّن مَّعَكَ ﴾ يدل عليه والمعنى : أنّ السلام منا والبركات عليك وعلى أمم مؤمنين ينشؤون ممن معك، وممن معك أمم ممتعون بالدنيا منقلبون إلى النار، وكان نوح عليه السلام أبا الأنبياء، والخلق بعد الطوفان منه وممن كان معه في السفينة. وعن كعب بن محمد القرظي : دخل في ذلك السلام كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة، وفيما بعده من المتاع والعذاب كل كافر. وعن ابن زيد : هبطوا