أو على المجاز، كأنه قيل للوعد : نفي بك، فإذا وفى به فقد صدق ولم يكذب. أو وعد غير كذب، على أنّ المكذوب مصدر كالمجلود والمعقول، وكالمصدوقة بمعنى الصدق ﴿ وَمِنْ خِزْىِ يَوْمِئِذٍ ﴾ قرىء مفتوح الميم لأنه مضاف إلى إذ، وهو غير متمكن، كقوله :
عَلَى حِينَ عَاتَبْتُ المَشِيبَ عَلَى الصِّبَا
فإن قلت : علام عطف ؟ قلت : على نجينا، لأنّ تقديره ونجيناهم من خزي يومئذ، كما قال ﴿ وَنَجَّيْنَاهُمْ مّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴾ ( هود : ٥٨ ) على : وكانت التنجية من خزي يومئذ، أي من ذله ومهانته وفضيحته، ولا خزي أعظم من خزي من كان هلاكه يغضب الله وانتقامه. ويجوز أن يريد بيومئذ يوم القيامة، كما فسر العذاب الغليظ بعذاب الآخرة. وقرىء :( ألا إن ثمود ) و ( لثمود ) كلاهما بالصرف وامتناعه، فالصرف للذهاب إلى الحيّ أو الأب الأكبر، ومنعه للتعريف والتأنيث، بمعنى القبيلة.
! ٧ < ﴿ وَلَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُواْ سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ ياوَيْلَتَا ءَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَاذَا بَعْلِى شَيْخًا إِنَّ هَاذَا لَشَىْءٌ عَجِيبٌ * قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ ﴾ > ٧ !
< < هود :( ٦٩ - ٧٣ ) ولقد جاءت رسلنا..... > > ﴿ رُسُلُنَا ﴾ يريد الملائكة. عن ابن عباس : جاءه جبريل عليه السلام وملكان معه. وقيل : جبريل وميكائيل وإسرافيل. وقيل : كانوا تسعة. وعن السدي : أحد عشر ﴿ بِالْبُشْرَى ﴾ هي البشارة بالولد، وقيل : بهلاك قوم لوط، والظاهر الولد ﴿ سَلاَماً ﴾ سلمنا عليك سلاماً ﴿ سَلَامٌ ﴾ أمركم سلام. وقرىء :( فقالوا سلما قال سلم ) بمعنى السلام.

__________


الصفحة التالية
Icon