ّ زيادة محبته لهما أمر ثابت لا شبهة فيه ﴿ وَأَخُوهُ ﴾ هو بنيامين. وإنما قالوا أخوه وهم جيمعاً إخوته، لأنّ أمّهما كانت واحدة. وقيل ﴿ أَحَبُّ ﴾ في الاثنين، لأن أفعل من لا يفرّق فيه بين الواحد وما فوقه، ولا بين المذكر والمؤنث إذا كان معه ( من ) ولا بد من الفرق مع لام التعريف، وإذا أضيف جاز الأمران. والواو في ﴿ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ ﴾ واو الحال. يعني : أنه يفضلهما في المحبة علينا، وهما اثنان صغيران لا كفاية فيهما ولا منفعة، ونحن جماعة عشرة رجال كفأة نقوم بمرافقه، فنحن أحقّ بزيادة المحبة منهما، لفضلنا بالكثرة والمنفعة عليهما ﴿ إِنَّ أَبَانَا لَفِى ضَلالٍ مُّبِينٍ ﴾ أي في ذهاب عن طريق الصواب في ذلك. والعصبة والعصابة : العشرة فصاعداً. وقيل : إلى الأربعين، سموا بذلك لأنهم جماعة تعصب بهم الأمور ويستكفون النوائب. وروي النزال بن سبرة عن عليّ رضي الله عنه :( ونحن عصبة )، بالنصب. وقيل : معناه ونحن نجتمع عصبة. وعن ابن الأنباري هذا كما تقول العرب ؛ إنما العامري عمته، أي يتعهد عمته.
! ٧ < ﴿ اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ ﴾ > ٧ !
< < يوسف :( ٩ ) اقتلوا يوسف أو..... > > ﴿اقْتُلُواْ يُوسُفَ ﴾ من جملة ما حكى بعد قوله : إذ قالوا : كأنهم أطبقوا على ذلك إلا من قال ﴿ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ ﴾ وقيل : الآمر بالقتل شمعون، وقيل : دان، والباقين كانوا راضين، فجعلوا آمرين ﴿ أَرْضًا ﴾ أرضاً منكورة مجهولة بعيدة من العمران، وهو معنى تنكيرها وإخلائها من الوصف، ولإبهامها من هذا الوجه نصبت نصب الظروف المبهمة ﴿ يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ ﴾ يقبل عليكم إقبالة واحدة لا يلتفت عنكم إلى غيركم. والمراد : سلامة محبته لهم ممن يشاركهم فيها وينازعهم إياها، فكان ذكر الوجه لتصوير معنى إقباله عليهم ؛ لأنّ الرجل إذا أقبل على الشيء أقبل بوجهه. ويجوز أن يراد بالوجه الذات، كما قال تعالى :﴿ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبّكَ ﴾ ( الرحمان : ٢٧ ) وقيل ﴿ يَخْلُ لَكُمْ ﴾ يفرغ لكم من الشغل بيوسف ﴿ مِن بَعْدِهِ ﴾ من بعد يوسف، أي من بعد كفايته بالقتل أو التغريب، أو يرجع الضمير إلى مصدر اقتلوا أو اطرحوا ﴿ قَوْمًا صَالِحِينَ ﴾ تائبين إلى الله مما جنيتم عليه. أو يصلح ما بينكم وبين أبيكم بعذر تمهدونه. أو تصلح دنياكم وتنتظم أموركم بعده بخلوّ وجه أبيكم. و ﴿ تَكُونُواْ ﴾ إمّا مجزوم عطفاً على ﴿ يَخْلُ لَكُمْ ﴾ أو منصوب بإضمار أن والواو بمعنى مع، كقوله :﴿ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ ﴾ ( البقرة : ٤٢ ).