قيل لهم ذلك. والعير : الإبل التي عليها الأحمال، لأنها تعير : أي تذهب وتجيء. وقيل : هي قافلة الحمير، ثم كثر حتى قيل لكل قافلة عير، كأنها جمع عير، وأصلها فعل كسقف وسقف، فعل به ما فعل ببيض وعيد، والمراد أصحاب العير كقوله :
( ٥٥٣ ) ( يا خيل الله اركبي ). وقرأ ابن مسعود :( وجعل السقاية )، على حذف جواب لما، كأنه قيل : فلما جهزهم بجهازهم وجعل السقاية في رحل أخيه، أمهلهم حتى انطلقوا، ثم أذن مؤذن. وقرأ أبو عبد الرحمان السلمي :( تفقدون ) من أفقدته إذا وجدته فقيداً. وقرىء :( صواع )، ( وصاع )، ( وصوع )، ( وصُوع ) بفتح الصاد وضمها، والعين معجمة وغير معجمة ﴿ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ ﴾ يقوله المؤذن، يريد : وأنا بحمل البعير كفيل، أُؤدّيه إلى من جاء به ؛ وأراد وسق بعير من طعام جعلا لمن حصله.
! ٧ < ﴿ قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِى الاٌّ رْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ ﴾ > ٧ !
< < يوسف :( ٧٣ ) قالوا تالله لقد..... > > ﴿ تَاللَّهِ ﴾ قسم فيه معنى التعجب مما أضيف إليهم، وإنما قالوا ﴿ لَقَدْ عَلِمْتُمْ ﴾ فاستشهدوا بعلمهم. لما ثبت عندهم من دلائل دينهم وأمانتهم في كرّتي مجيئهم ومداخلتهم للملك، ولأنهم دخلوا وأفواه رواحلهم مكعومة لئلا تتناول زرعاً أو طعاماً لأحد من أهل السوق. ولأنهم ردّوا بضاعتهم التي وجدوها في رحالهم ﴿ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ ﴾ وما كنا قط نوصف بالسرقة وهي منافية لحالنا.
! ٧ < ﴿ قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ * قَالُواْ جَزؤُهُ مَن وُجِدَ فِى رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذالِكَ نَجْزِى الظَّالِمِينَ ﴾ > ٧ !
< < يوسف :( ٧٤ ) قالوا فما جزاؤه..... > > ﴿فَمَا جَزَاؤُهُ ﴾ الضمير للصواع، أي فما جزاء سرقته ﴿ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ ﴾ في جحودكم وادّعائكم البراءة منه ﴿ قَالُواْ جَزؤُهُ مَن وُجِدَ فِى رَحْلِهِ ﴾ أي جزاء سرقته أخذ من وجد في رحله، وكان حكم السارق في آل يعقوب أن يسترقّ سنة، فلذلك استفتوا في جزائه. وقولهم ﴿ فَهُوَ جَزَاؤُهُ ﴾ تقرير للحكم، أي : فأخذ السارق نفسه وهو جزاؤه لا غير، كقولك : حق زيد أن يكسى ويطعم وينعم عليه، فذلك حقه، أي : فهو حقه لتقرّر ما ذكرته من استحقاقه وتلزمه ويجوز أن يكون ﴿ جَزَاؤُهُ ﴾ مبتدأ، والجملة الشرطية كما هي خبره،