﴿ لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ ﴾ اللام متعلقة بيضرب، أي كذلك يضرب الله الأمثال للمؤمنين الذين استجابوا، وللكافرين الذين لم يستجيبوا، أي : هما مثلا الفريقين. و ﴿ الْحُسْنَى ﴾ صفة لمصدر استجابوا، أي : استجابوا الاستجابة الحسنى. وقوله ﴿ لَوْ أَنَّ لَهُمْ ﴾ كلام مبتدأ في ذكر ما أعدّ لغير المستجيبين. وقيل : قد تم الكلام عند قوله :﴿ كَذالِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الاْمْثَالَ ﴾ ( الرعد : ١٧ ) وما بعده كلام مستأنف. والحسنى : مبتدأ، خبره ﴿ لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ ﴾ والمعنى : لهم المثوبة الحسنى، وهي الجنة ﴿ وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ ﴾ مبتدأ خبره، ( لو ) مع ما في حيزه و ﴿ سُوء الحِسَابِ ﴾ المناقشة فيه. وعن النخعي : أن يحاسب الرجل بذنبه كله لا يغفر منه شيء.
! ٧ < ﴿ أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ﴾ > ٧ !
< < الرعد :( ١٩ ) أفمن يعلم أنما..... > > دخلت همزة الإنكار على الفاء في قوله ﴿ أَفَمَن يَعْلَمُ ﴾ لإنكار أن تقع شبهة بعد ما ضرب من المثل في أنّ حال من علم ﴿ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبّكَ الْحَقُّ ﴾ فاستجاب، بمعزل من حال الجاهل الذي لم يستبصر فيستجيب : كبعد ما بين الزبد والماء والخبث والإبريز ﴿ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو الاْلْبَابِ ﴾ أي الذين عملوا على قضيات عقولهم، فنظروا واستبصروا.
! ٧ < ﴿ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ * وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ * وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلَواةَ وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَائِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ ءَابَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ > ٧ !
< < الرعد :( ٢٠ - ٢٤ ) الذين يوفون بعهد..... > > ﴿ وَالَّذِينَ * يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ ﴾ مبتدأ. و ﴿ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ خبره كقوله : والذين ينقضون عهد الله أولئك لهم اللعنة. ويجوز أن يكون صفة لأولي الألباب، والأوّل أوجه. وعهد الله : ما عقدوه على أنفسهم من الشهادة بربوبيته ﴿ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبّكُمْ قَالُواْ بَلَى ﴾ ( الأعراف : ١٧٢ ) ﴿ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ ﴾ ولا ينقضون كل ما وثقوه على أنفسهم وقبلوه : من الإيمان بالله وغيره من المواثيق بينهم وبين الله وبين العباد، تعميم بعد تخصيص ﴿ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ ﴾ من الأرحام والقرابات، ويدخل فيه وصل قرابة رسول الله وقرابة المؤمنين الثابتة بسبب الإيمان ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ ( الحجرات : ١٠ ) بالإحسان إليهم على حسب الطاقة، ونصرتهم، والذب عنهم، والشفقة عليهم، والنصيحة لهم، وطرح التفرقة بين أنفسهم وبينهم، وإفشاء السلام عليهم، وعيادة مرضاهم، وشهود جنائزهم. ومنه مراعاة حق الأصحاب والخدم والجيران والرفقاء في السفر، وكل ما تعلق منهم بسبب، حتى الهرة والدجاجة. وعن الفضيل بن عياض أنّ جماعة دخلوا عليه بمكة فقال : من أين أنتم ؟ قالوا : من أهل خراسان. قال : اتقوا الله وكونوا من حيث شئتم،