> ١ ( سورة إبراهيم ) ١ <
مكية، ( إلا آيتي ٢٨ و ٢٩ فمدنيتان )
وآياتها ٥٢ ( نزلت بعد سورة نوح )
بسم اللَّه الرحمان الرحيم
! ٧ < ﴿ الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * اللَّهِ الَّذِى لَهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الاٌّ رْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ * الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَواةَ الدُّنْيَا عَلَى الاٌّ خِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَائِكَ فِى ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴾ > ٧ !
< < إبراهيم :( ١ - ٣ ) الر كتاب أنزلناه..... > > ﴿ كِتَابٌ ﴾ هو كتاب، يعني السورة. وقرىء :( ليخرج الناس ). والظلمات والنور : استعارتان للضلال والهدى ﴿ بِإِذْنِ رَبّهِمْ ﴾ بتسهيله وتيسيره، مستعار من الإذن الذي هو تسهيل للحجاب، وذلك ما يمنحهم من اللطف والتوفيق ﴿ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ بدل من قوله إلى النور بتكرير العامل، كقوله :﴿ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ ءامَنَ مِنْهُمْ ﴾ ( الأعراف : ٧٥ ) ويجوز أن يكون على وجه الاستئناف، كأنه قيل : إلى أي نور ؟ فقيل : إلى صراط العزيز الحميد. وقوله :﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ عطف بيان للعزيز الحميد ؛ لأنه جرى مجرى الأسماء الأعلام لغلبته واختصاصه بالمعبود الذي تحق له العبادة كما غلب النجم في الثريا. وقرىء بالرفع على :( هو الله ). الويل : نقيض الوأل، وهو النجاة اسم معنى، كالهلاك ؛ إلا أنه لا يشتق منه فعل، إنما يقال : ويلا له، فينصب نصب المصادر، ثم يرفع رفعها لإفادة معنى الثبات، فيقال : ويل له، كقوله سلام عليك. ولما ذكر الخارجين من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان توعد الكافرين بالويل. فإن قلت : ما وجه اتصال قوله :﴿ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴾ بالويل ؟ قلت : لأنّ المعنى أنهم يولولون من عذاب شديد، ويضجون منه، ويقولون : يا ويلاه، كقوله :﴿ دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً ﴾ ( الفرقان : ١٣ ) ﴿ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ﴾ مبتدأ خبره : أولئك في ضلال بعيد ويجوز أن يكون مجروراً صفة للكافرين، ومنصوباً على الذمّ. أو مرفوعاً على أعني الذين يستحبون أو هم الذين يستحبون، والاستحباب : الإيثار والاختيار، وهو استفعال من المحبة ؛ لأنّ المؤثر للشيء على غيره كأنه يطلب من نفسه أن يكون أحبّ إليها وأفضل عندها من الآخر. وقرأ الحسن ( ويصِدّون )، بضم الياء وكسر الصاد. يقال : صدّه عن كذا، وأصدّه، قال :