عَذَابِ اللَّهِ مِن شَىْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَآ أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ } > ٧ !
< < إبراهيم :( ٢١ ) وبرزوا لله جميعا..... > > ﴿وَبَرَزُواْ للَّهِ ﴾ ويبرزون يوم القيامة. وإنما جيء به بلفظ الماضي، لأنّ ما أخبر به عزّ وعلا لصدقه كأنه قد كان ووجد، ونحوه :﴿ وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ﴾ ( الأعراف : ٤٤ )، ﴿ وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ * الاْعْرَافِ ﴾ بواو قبل الهمزة ؟ قلت : كتب على لفظ من يفخم الألف قبل الهمزة فيميلها إلى الواو. ونظيره ﴿ مَعِىَ بَنِى إِسْراءيلَ ﴾ ( الشعراء : ١٩٧ ) والضعفاء : الأتباع والعوام والذين استكبروا : ساداتهم وكبراؤهم، الذين استتبعوهم واستغووهم وصدوهم عن الاستماع إلى الأنبياء وأتباعهم ﴿ تَبَعًا ﴾ تابعين : جمع تابع على تبع، كقولهم : خادم وخدم وغائب وغيب أو ذوي تبع. والتبع : الأتباع، يقال : تبعه تبعاً. فإن قلت : أي فرق بين من في ﴿ مّنْ عَذَابِ اللَّهِ ﴾ وبينه في ﴿ مِن شَىْء ﴾ ؟ قلت : الأولى للتبيين، والثانية للتبعيض، كأنه قيل : هل أنتم مغنون عنا بعض الشيء الذي هو عذاب الله. ويجوز أن تكونا للتبعيض معاً، بمعنى هل أنتم مغنون عنا بعض شيء هو بعض عذاب الله، أي : بعض بعض عذاب الله فإن قلت : فما معنى قوله :﴿ لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ﴾ ؟ قلت : الذي قال لهم الضعفاء كان توبيخا لهم وعتاباً على استتباعهم واستغوائهم. وقولهم :﴿ فَهَلْ أَنتُمْ مُّغْنُونَ عَنَّا ﴾ من باب التبكيت ؛ لأنهم قد علموا أنهم لا يقدرون على الإغناء عنهم،