فعلهم ورّكوه على ربهم ﴿ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ ﴾ إلا أن يبلغوا الحق، وأن الله لا يشاء الشرك والمعاصي بالبيان والبرهان، ويطلعوا على بطلان الشرك وقبحه وبراءة الله تعالى من أفعال العباد، وأنهم فاعلوها بقصدهم وإرادتهم واختيارهم والله تعالى باعثهم على جميلها وموفقهم له، وزاجرهم عن قبيحها وموعدهم عليه.
! ٧ < ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الْطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُواْ فِى الاٌّ رْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾ > ٧ !
< < النحل :( ٣٦ ) ولقد بعثنا في..... > > ولقد أمدّ إبطال قدر السوء ومشيئة الشر بأنه ما من أمة إلا وقد بعث فيهم رسولاً يأمرهم بالخير الذي هو الإيمان وعبادة الله، وباجتناب الشر الذي هو طاعة الطاغوت ﴿ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ ﴾ أي لطف به لأنه عرفه من أهل اللطف ﴿ وَمِنْهُمْ مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ﴾ أي ثبت عليه الخذلان والترك من اللطف، لأنه عرفه مصمما على الكفر لا يأتي منه خير ﴿ فَسِيرُواْ فِى الاْرْضِ فَانْظُرُواْ ﴾ ما فعلت بالمكذبين حتى لا يبقى لكم شبهة في أني لا أقدّر الشر ولا أشاؤه، حيث أفعل ما أفعل بالأشرار.
! ٧ < ﴿ إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ ﴾ > ٧ !
< < النحل :( ٣٧ ) إن تحرص على..... > > ثم ذكر عناد قريش وحرص رسول الله ﷺ على إيمانهم، وعرّفه أنهم من قسم من حقت عليه الضلالة، وأنه ﴿ لاَ يَهْدِى مَن يُضِلُّ ﴾ أي لا يلطف بمن يخذل، لأنه عبث، والله تعالى متعال عن العبث ؛ لأنه من قبيل القبائح التي لا تجوز عليه. وقرىء :( لا يُهدَى ) أي : لا تقدر أنت ولا أحد على هدايته وقد خذله الله. وقوله ﴿ وَمَا لَهُم مّن نَّاصِرِينَ ﴾ دليل

__________


الصفحة التالية
Icon