تعظيماً لأمره ﴿ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ ﴾ من الجنود والآلات وأسباب الملك ﴿ خُبْراً ﴾ تكثيراً لذلك. وقيل : لم نجعل لهم من دونها ستراً مثل ذلك الستر الذي جعلنا لكم من الجبال والحصون والأبنية والأكنان من كل جنس، والثياب من كل صنف. وقيل : بلغ مطلع الشمس مثل ذلك، أي : كما بلغ مغربها. وقيل : تطلع على قوم مثل ذلك القبيل الذي تغرب عليهم، يعني أنهم كفرة مثلهم وحكمهم مثل حكمهم في تعذيبه لمن بقي منهم على الكفر، وإحسانه إلى من آمن منهم.
! ٧ < ﴿ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً * حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً ﴾ > ٧ !
< < الكهف :( ٩٢ ) ثم أتبع سببا > > ﴿بَيْنَ السَّدَّيْنِ ﴾ بين الجبلين وهما جبلان سدّ ذو القرنين مما بينهما. قرىء :( بالضم والفتح ). وقيل : ما كان من خلق الله تعالى فهو مضموم، وما كان من عمل العباد فهو مفتوح ؛ لأنّ السدّ بالضم فعل بمعنى مفعول، أي : هو مما فعله الله تعالى وخلقه. والسدّ بالفتح : مصدر حدث يحدثه الناس. وانتصب ﴿ بَيْنَ ﴾ على أنه مفعول به مبلوغ، كما انجر على الإضافة في قوله :﴿ هَاذَا فِرَاقُ بَيْنِى وَبَيْنِكَ ﴾ ( الكهف : ٧٨ ) وكما ارتفع في قوله :﴿ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ ﴾ ( الأنعام : ٩٤ ) لأنه من الظروف التي تستعمل أسماء وظروفاً، وهذا المكان في منقطع أرض الترك مما يلي المشرق ﴿ مِن دُونِهِمَا قَوْماً ﴾ هم الترك ﴿ لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً ﴾ لا يكادون يفهمونه إلاّ بجهد ومشقّة من إشارة ونحوها كما يفهم إليك وقرىء :( يفقهون ) أي لا يفهمون السامع كلامهم ولا يبينونه، لأنّ لغتهم غريبة مجهولة.
! ٧ < ﴿ قَالُواْ ياذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِى الاٌّ رْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴾ > ٧ !
< < الكهف :( ٩٤ ) قالوا يا ذا..... > > ﴿يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ﴾ اسمان أعجميان بدليل منع الصرف. وقرىء :( مهموزين ). وقرأ رؤبة :( آجوج وماجوج )، وهما من ولد يافث. وقيل : يأجوج من الترك، ومأجوج من الجيل والديلم. ﴿ مُفْسِدُونَ فِى الاْرْضِ ﴾ قيل : كانوا يأكلون الناس، وقيل : كانوا يخرجون أيام الربيع فلا يتركون شيئاً أخضر إلاّ أكلوه، ولا يابساً إلاّ احتملوه، وكانوا يلقون منهم قتلاً وأذى شديداً.
( ٦٥١ ) وعن النبيّ ﷺ في صفتهم : لا يموت أحد منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر