الحق ونبوها عن قبوله وهو متعال عن ذلك
ويجوز ان يستعار الإسناد في نفسه من غير الله لله فيكون الختم مسندا الى اسم الله على سبيل المجاز
وهو لغيره حقيقة
تفسير هذا ان للفعل ملابسات شتى يلابس الفاعل والمفعول به والمصدر والزمان والمكان والمسبب له فإسناده إلى الفاعل حقيقة وقد يسند إلى هذه الأشياء على طريق المجاز المسمى استعارة وذلك لمضاهاتها للفاعل في ملابسة الفعل كما يضاهي الرجل الأسد في جراءته فيستعار له اسمه فيقال في المفعول به عيشة راضية وماء دافق
وفي عكسه سيل مفعم وفي المصدر شعر شاعر وذيل ذائل وفي الزمان نهاره صائم وليله قائم وفي المكان طريق سائر ونهر جار وأهل مكة يقولون صلى المقام وفي المسبب بني الأمير المدينة وناقة صبوث وحلوب
وقال
( إذا رد عافي القدر من يستعيرها )
فالشيطان هو الخاتم في الحقيقة او الكافر الا ان الله سبحانه لما كان هو الذي أقدره ومكنه أسند اليه الختم كما يسند الفعل الى المسبب
ووجه رابع وهو انهم لما كانوا على القطع والبت ممن لا يؤمن ولا تغنى عنهم الآيات والنذر ولا تجدى عليهم الألطاف المحصلة ولا المقربة إن أعطوها
لم يبق بعد استحكام العلم بأنه لا طريق الى ان يؤمنوا طوعا واختيارا طريق الى ايمانهم الا القسر والإلجاء وإذا لم تبق طريق الا ان يقسرهم الله ويلجئهم ثم لم يقسرهم ولم يلجئهم لئلا ينتقض الغرض في التكليف عبر عن ترك القسر والإلجاء بالختم اشعارا بأنهم الذين ترامى أمرهم في التصميم على الكفر والاصرار عليه الى حد لا يتناهون عنه الا بالقسر والإلجاء وهي الغاية القصوى في وصف لجاجهم في الغي واستشرائهم في الضلال والبغي
ووجه خامس وهو ان يكون حكاية لما كان الكفرة يقولونه تهكما بهم من قولهم
^ في قلوبنا أكنة مما تدعونا اليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب ^ فصلت ٥ ونظيره في الحكاية والتهكم قوله تعالى
! ٢ < لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة > ٢ ! البينة ١ فإن قلت اللفظ يحتمل ان تكون الأسماع داخلة في حكم الختم

__________


الصفحة التالية
Icon