فإن قلت : فما حقيقة قوله :﴿ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾. وقرىء :( أسوة ) بالضم ؟ قلت : فيه وجهان، أحدهما : أنه في نفسه أسوة حسنة، أي : قدوة، وهو الموتسى، أي : المقتدي به، كما تقول : في البيضة عشرون منا حديد، أي : هي في نفسها هذا المبلغ من الحديد. والثاني : أن فيه خصلة من حقها أن يؤتسى بها وتتبع. وهي المواساة بنفسه ﴿ لّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ ﴾ بدل من لكم، كقوله :﴿ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ ءامَنَ مِنْهُمْ ﴾ ( الأعراف : ٧٥ ) يرجو الله واليوم الآخر : من قولك رجوت زيداً وفضله، أي : فضل زيد، أو يرجو أيام الله. واليوم الآخر خصوصاً. والرجاء بمعنى الأمل أو الخوف ﴿ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾ وقرن الرجال بالطاعات الكثيرة والتوفر على الأعمال الصالحة، والمؤتسى برسول الله ﷺ : من كان كذلك.
! ٧ < ﴿ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الاٌّ حْزَابَ قَالُواْ هَاذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيماً ﴾ > ٧ !
< < الأحزاب :( ٢٢ ) ولما رأى المؤمنون..... > > وعدهم الله أن يزلزلوا حتى يستغيثوه، ويستنصروه في قوله :﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم ﴾ ( البقرة : ٢١٤ ) فلما جاء الأحزاب وشخص بهم واضطربوا ورعبوا الرعب الشديد ﴿ قَالُواْ هَاذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ ﴾ وأيقنوا بالجنة والنصر. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
( ٨٧٧ ) قال النبي ﷺ لأصحابه :( إنّ الأحزاب سائرون إليكم تسعاً أو عشراً ) أي : في آخر تسع ليال أو عشر، فلما رأوهم قد أقبلوا للميعاد قالوا ذلك. وهذا إشارة إلى الخطب أو البلاء ﴿ إِيمَاناً ﴾ بالله وبمواعيده ﴿ وَتَسْلِيماً ﴾ لقضاياه وأقداره.
! ٧ < ﴿ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً * لِّيَجْزِىَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَآءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً * وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً * وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِى قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيراً ﴾ > ٧ !
< < الأحزاب :( ٢٣ ) من المؤمنين رجال..... > > نذر رجال من الصحابة أنهم إذا لقوا حرباً مع رسول الله ﷺ ثبتوا وقاتلوا حتى

__________


الصفحة التالية
Icon