النيران، ولا يزال الأمر على هذا الترتيب إلى أن يبطل الله ما دبر من ذلك، وينقض ما ألف فيجمع بين الشمس والقمر، ويطلع الشمس من مغربها فإن قلت : لم جعلت الشمس غير مدركة، والقمر غير سابق ؟ قلت : لأنّ الشمس لا تقطع فلكها إلا في سنة، والقمر يقطع فلكه في شهر، فكانت الشمس جديرة بأن توصف بالإدراك لتباطىء سيرها عن سير القمر خليقاً بأن يوصف بالسبق لسرعة سيره ﴿وَكُلٌّ ﴾ التنوين فيه عوض عن المضاف إليه، والمعنى : كلهم، والضمير للشموس والأقمار على ما سبق ذكره.
! ٧ < ﴿ وَءَايَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ * وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلاَ صَرِيخَ لَهُمْ وَلاَ هُمْ يُنقَذُونَ * إِلاَّ رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ ﴾ > ٧ !
< < يس :( ٤١ ) وآية لهم أنا..... > > ﴿ذُرِّيَّتَهُمْ ﴾ أولادهم ومن يهمهم حمله. وقيل : اسم الذرية يقع على النساء، لأنهنّ مزارعها وفي الحديث :
( ٩٣٧ ) أنه نهى عن قتل الذراري يعني النساء. ﴿ مّن مّثْلِهِ ﴾ من مثل الفلك ﴿ مَا يَرْكَبُونَ ﴾ من الإبل وهي سفائن البر وقيل ﴿ الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴾ سفينة نوح، ومعنى حمل الله ذرياتهم فيها : أنه حمل فيها آباءهم الأقدمين، وفي أصلابهم هم وذرياتهم، وإنما ذكر ذرياتهم دونهم لأنّه أبلغ في الامتنان عليهم، وأدخل في التعجيب من قدرته، في حمل أعقابهم إلى يوم القيامة في سفينة نوح. و ﴿ مّن مّثْلِهِ ﴾ من مثل ذلك الفلك ما يركبون من السفن والزوارق ﴿ لا * صَرِيخَ ﴾ لا مغيث. أو لا إغاثة. يقال : أتاهم الصريخ ﴿ وَلاَ هُمْ يُنقَذُونَ ﴾ لا ينجون من الموت بالغرق ﴿ إِلاَّ رَحْمَةً ﴾ إلا لرحمة منا ولتمتيع بالحياة ﴿ إِلَى حِينٍ ﴾ إلى أجل يموتون فيه لا بدّ لهم منه بعد النجاة من موت الغرق. ولقد أحسن من قال :