ويسار بهم إلى الجنة. ونحوه قوله تعالى :﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ * فَأَمَّا الَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِى رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾... الآية ( الروم : ١٤ ). يقال : مازه فانماز وامتاز. وعن قتادة : اعتزلوا عن كل خير. وعن الضحاك : لكل كافر بيت من النار يكون فيه، لا يرى ولا يرى. ومعناه : أنّ بعضهم يمتاز من بعض.
! ٧ < ﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يابَنِىءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ الشَّيطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِى هَاذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴾ > ٧ !
< < يس :( ٦٠ ) ألم أعهد إليكم..... > > العهد : الوصية، وعهد إليه : إذا وصاه. وعهد الله إليهم : ما ركزه فيهم من أدلة العقل وأنزل عليهم من دلائل السمع. وعبادة الشيطان : طاعته فيما يوسوس به إليهم ويزينه لهم. وقرىء :( إعهد ) بكسر الهمزة. وباب ( فعل ) كله يجوز في حروف مضارعته الكسر، إلا في الياء. وأعهد، بكسر الهاء. وقد جوز الزجاج أن يكون من باب نعم ينعم وضرب يضرب. وأحهد : بالحاء. وأحد : وهي لغة تميم. ومنه قولهم : دحا محا ﴿ هَاذَا ﴾ إشارة إلى ما عهد إليهم من معصية الشيطان وطاعة الرحمان، إذ لا صراط أقوم منه، ونحو التنكير فيه ما في قول كثيِّرُ :% ( لَئِنْ كَانَ يُهْدَى بَرْدُ أَنْيَابِهَا الْعُلا % لأَفْقَرَ مِنِّي إنَّنِي لَفَقِيرُ ) %
أراد : إنني لفقير بليغ الفقر، حقيق بأن أوصف به لكمال شرائطه فيّ، وإلا لم يستقم معنى البيت، وكذلك قوله :﴿ هَاذَا صِراطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴾ يريد : صراط بليغ في بابه، بليغ في استقامته، جامع لكل شرط يجب أن يكون عليه. ويجوز أن يراد : هذا بعض الصرط المستقيمة، توبيخاً لهم على العدول عنه، والتفادي عن سلوكه، كما يتفادى الناس على الطريق المعوج الذي يؤدي إلى الضلالة والتهلكة، كأنه قيل : أقل أحوال الطريق الذي هو أقوم الطرق : أن يعتقد فيه كما يعتقد في الطريق الذي لا يضل السالك، كما يقول الرجل لولده وقد نصحه النصح البالغ الذي لبس بعده : هذا فيما أظنّ قول نافع غير ضار، توبيخاً له على الإعراض عن نصائحه.
! ٧ < { وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُواْ تَعْقِلُونَ * هَاذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ * اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ < < يس :( ٦٢ ) ولقد أضل منكم..... > >