واحدا بعينه
وإنما كل أحد مأمور به وهذا الوجه أحسن وأجزل لأنه يؤذن بان الأمر لعظمه وفخامة شأنه محقوق بأن يبشر به كل من قدر على البشارة به فإن قلت علام عطف هذا الأمر ولم يسبق امر ولا نهي يصح عطفه عليه قلت ليس الذي إعتمد بالعطف هو الأمر حتى يطلب له مشاكل من أمر او نهيا يعطف عليه إنما المعتمد بالعطف هو جملة وصف ثواب المؤمنين فهي معطوفة على جمة وصف عقاب الكافرين كما تقول زيد يعاقب بالقيد والإرهاق وبشر عمرا بالعفو والإطلاق
ولك ان تقول هو معطوف على قوله ( فاتقوا ) كما تقول يا بني تميم احذروا عقوبة ما جنيتم وبشر يا فلان بني أسد باحساني اليهم
وفي قراءة زيد بن علي رضي الله عنه
! ٢ < وبشر > ٢ !
على لفظ المبني للمفعول عطفا على ( أعدت )
والبشارة الإخبار مما يظهر سرور المخبر به ومن ثم قال العلماء اذا قال لعبيدة أيكم بشرني بقدوم فلان فهو حر فبشروه فرادى عتق اولهم لأنه هو الذي أظهر سروره بخبره دون الباقين
ولو قال مكان ( بشرني ) أخبرني عتقوا جميعا لانهم جميعا اخبروه ومنه البشرة لظاهر الجلد
وتباشير الصبح ما ظهر من اوائل ضوئه
واما
! ٢ < فبشرهم بعذاب أليم > ٢ ! آل عمران ٢١ فمن العكس في الكلام الذي يقصد به الاستهزاء الزائد في غيظ المستهزأ به وتألمه واغتمامه كما يقول الرجل لعدوه أبشر بقتل ذريتك ونهب مالك
ومنه قوله
( فاعتبوا بالصيلم )
والصالحة نحو الحسنة في جريها مجرى الاسم قال الحطيئة
( كيف الهجاء وما تنفك صالحة % من آل لأم بظهر الغيب تأتيني )
والصالحات كل ما استقام من الأعمال بدليل العقل والكتاب والسنة واللام للجنس
فإن قلت أي فرق بين لام الجنس داخلة على المفرد وبينها داخلة على المجموع قلت اذا دخلت على المفرد كان صالحا لأن يراد به الجنس الى ان يحاط به وان يراد به بعضه الى الواحد منه
واذا دخلت على المجموع صلح ان يراد به

__________


الصفحة التالية
Icon