قلت : كيف جاز إبداله منه وهو جمع وذاك موحد ؟ قلت : لأنه لا يريد مسرفاً واحداً، فكأنه قال : كل مسرف. فإن قلت : فما فاعل ﴿ كَبُرَ ﴾ ؟ قلت : ضمير من هو مسرف. فإن قلت : أما قلت هو جمع، ولهذا أبدلت منه الذين يجادلون ؟ قلت : بلى هو جمع في المعنى. وأما اللفظ فموحد، فحمل البدل على أن معناه، والضمير الراجع إليه على لفظه، وليس ببدع أن يحمل على اللفظ تارة وعلى المعنى أخرى، وله نظائر، ويجوز أن يرفع الذين يجادلون على الابتداء، ولا بدّ في هذا الوجه من حذف مضاف يرجع إليه الضمير في كبر، تقديره : جدال الذين يجادلون كبر مقتاً، ويحتمل أن يكون ﴿ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ ﴾ مبتدأ ؛ و ﴿ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ﴾ خبراً، وفاعل كبر قوله :﴿ كَذالِكَ ﴾ أي كبر مقتاً مثل ذلك الجدال، و ﴿ يَطْبَعُ اللَّهُ ﴾ كلام مستأنف، ومن قال : كبر مقتاً عند الله جدالهم، فقد حذف الفاعل والفاعل لا يصحّ حذفه. وفي ﴿ كَبُرَ مَقْتاً ﴾ : ضرب من التعجب والاستعظام لجدالهم، والشهادة على خروجه من حدِّ إشكاله من الكبائر. وقرىء :( سلطان ) بضم اللام. وقرىء :( قلب ) بالتنوين، ووصف القلب بالتكبر والتجبر، لأنه مركزهما ومنبعهما، كما تقول : رأت العين، وسمعت الأذن. ونحوه قوله عزّ وجل ﴿ وَإِن كُنتُمْ عَلَى ﴾ ( البقرة : ٢٨٣ ) وإن كان الآثم هو الجملة. ويجوز أن يكون على حذف المضاف، أي : على كل ذي قلب متكبر، تجعل الصفة لصاحب القلب.
! ٧ < ﴿ وَقَالَ فَرْعَوْنُ ياهَامَانُ ابْنِ لِى صَرْحاً لَّعَلِّى أَبْلُغُ الاٌّ سْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَاهِ مُوسَى وَإِنِّى لاّظُنُّهُ كَاذِباً وَكَذَالِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِى تَبَابٍ﴾ > ٧ { < غافر :( ٣٦ - ٣٧ ) وقال فرعون يا..... > >