( ١٢٠٣ ) أنّ سبيعة الأسلمية ولدت بعد وفاة زوجها بليال، فذكرت ذلك لرسول الله ﷺ فقال لها : قد حللت فأنكحي ﴿ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً ﴾ ييسر له من أمره ويحلل له من عقده بسبب التقوى ﴿ ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ ﴾ يريد ما علم من حكم هؤلاء المعتدات. والمعنى : ومن يتق الله في العمل بما أنزل الله من هذه الأحكام وحافظ على الحقوق الواجبة عليه مما ذكر من الإسكان وترك الضرار والنفقة على الحوامل وإيتاء أجر المرضعات وغير ذلك : استوجب تكفير السيئات والأجر العظيم.
! ٧ < ﴿ أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلاَ تُضَآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُواْ عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُوْلَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُواْ عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَأاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى * لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّآ ءَاتَاهُ اللَّهُ لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَآ ءَاتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً ﴾ > ٧ !
< < الطلاق :( ٦ ) أسكنوهن من حيث..... > > ﴿أَسْكِنُوهُنَّ ﴾ وما بعده : بيان لما شرط من التقوى في قوله :﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ ﴾ كأنه قيل : كيف نعمل بالتقوى في شأن المعتدات ؟ فقيل : اسكنوهن. فإن قلت : من في ﴿ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم ﴾ ما هي ؟ قلت : هي من التبعيضية مبعضها محذوف معناه : أسكنوهن مكاناً من حيث سكنتم، أي بعض مكان سكناكم، كقوله تعالى :﴿ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ ( النور : ٣٠ ) أي بعض أبصارهم. قال قتادة : إن لم يكن إلا بيت واحد، فأسكنها في بعض جوانبه. فإن قلت : فقوله :( من وجدكم ) ؟ قلت : هو عطف بيان لقوله :﴿ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم ﴾ وتفسير له، كأنه قيل : أسكنوهن مكاناً من مسكنكم مما تطيقونه. والوجد : الوسع والطاقة. وقرىء بالحركات الثلاث. والسكنى والنفقة : واجبتان لكل مطلقة. وعند مالك والشافعي : ليس للمبتوتة إلا السكنى ولا نفقة لها. وعن الحسن وحماد : لا نفقة لها ولا سكنى ؛ لحديث فاطمة بنت قيس :
( ١٢٠٤ ) أن زوجها أبتّ طلاقها، فقال لها رسول الله ﷺ : لا سكنى لك ولا