﴿ فَقَالَ إِنْ هَاذَا ﴾ بالفاء بعد عطف ما قبله بثم ؟ قلت : لأن الكلمة لما خطرت بباله بعد التطلب لم يتمالك أن نطق بها من غير تلبث. فإن قلت : فلم لم يوسط حرف العطف بين الجملتين ؟ قلت : لأن الأخرى جرت من الأولى مجرى التوكيد من المؤكد.
! ٧ < ﴿ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لاَ تُبْقِى وَلاَ تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ * وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِيمَاناً وَلاَ يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَآ أَرَادَ اللَّهُ بِهَاذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِىَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ﴾ > ٧ !
< < المدثر :( ٢٦ ) سأصليه سقر > > ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ﴾ بدل من ﴿ سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً ﴾ ( المدثر : ١٧ )، ﴿ لاَ تُبْقِى ﴾ شيئاً يلقى فيها إلا أهلكته ؛ وإذا هلك لم تذره هالكاً حتى يعاد. أو لا تبقي على شيء، ولا تدعه من الهلاك، بل كل ما يطرح فيها هالك لا محالة ﴿ لَوَّاحَةٌ ﴾ من لوح الهجير. قال :% ( تَقُولُ مَا لاَحَكَ يَا مُسَافِر % يَا آبْنَةَ عَمِّي لاَحَنِى الْهَوَاجِرُ ) %
قيل : تلفح الجلد لفحة فتدعه أشدّ سواداً من الليل. والبشر : أعالي الجلود. وعن الحسن. تلوح للناس، كقوله :﴿ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴾ ( التكاثر : ٧ ) وقرىء ( لواحة ) نصباً على الاختصاص للتهويل ﴿ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ﴾ أي يلي أمرها ويتسلط على أهلها تسعة عشر ملكاً. وقيل : صنفاً من الملائكة. وقيل : صفة. وقيل : نقيباً. وقرىء :( تسعة عشر ) بسكون العين لتوالي الحركات في ما هو في حكم اسم واحد وقرىء ( تسعة أعشر ) جمع عشير، مثل : يمين وأيمن جعلهم ملائكة لأنهم خلاف جنس المعذبين من الجن والإنس، فلا يأخذهم ما يأخذ المجانس من الرأفة والرقة، ولا يستروحون إليهم، ولأنهم أقوم خلق الله بحق الله وبالغصب له، فتؤمن هوادتهم، ولأنهم أشد الخلق بأساً وأقواهم بطشاً. عن عمرو بن دينار : واحد منهم يدفع بالدفعة الواحدة في جهنم أكثر من ربيعة ومضر. وعن النبي ﷺ.
( ١٢٥١ ) ( كأن أعينهم البرق، وكأن أفواههم الصياصى يجرون أشعارهم، لأحدهم مثل قوّة الثقلين، يسوق أحدهم الأمة وعلى رقبته جبل فيرمى بهم في النار بالجبل عليهم ) وروي أنه لما نزلت ﴿ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ﴾ قال أبو جهل لقريش : ثكلتكم أمهاتكم،