> ١ ( سورة الليل ) ١ <
مكية، وآياتها ٢١ ( نزلت بعد الأعلى )
بسم اللَّه الرحمان الرحيم
! ٧ < ﴿ وَالَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالاٍّ نثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ﴾ > ٧ !
< < الليل :( ١ ) والليل إذا يغشى > > المغشي : إما الشمس من قوله :﴿ وَالَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ﴾ ( الشمس : ٤ ) وإما النهار من قوله :﴿ يَغْشَى * وَسَخَّر لَكُمُ ﴾ ( الرعد : ٣ ) وإما كلّ شيء يواريه بظلامه من قوله :﴿ إِذَا وَقَبَ ﴾ ( الفلق : ٣ ). ﴿ تَجَلَّى ﴾ ظهر بزوال ظلمة الليل. أو تبين وتكشف بطلوع الشمس ﴿ وَمَا خَلَقَ ﴾ والقادر العظيم القدرة الذي قدر على خلق الذكر والأنثى من ماء واحد، وقيل : هما آدم عليه السلام وحواء. وفي قراءة النبي ﷺ :( والذكر والأنثى ). وقرأ ابن مسعود :( والذي خلق الذكر والأنثى ). وعن الكسائي :( وما خلق الذكر والأنثى بالجرّ على أنه بدل من محل ﴿ مَا خَلَقَ ﴾ البقرة : ٢٨٨ ) بمعنى : وما خلقه الله، أي : ومخلوق الله الذكر والأنثى. وجاز إضمار اسم الله لأنه معلوم لانفراده بالخلق. إذ لا خالق سواه. وقيل : إنّ الله لم يخلق خلقاً من ذوي الأرواح ليس بذكر ولا أنثى. والخنثى، وإن أشكل أمره عندنا فهو عند الله غير مشكل، معلوم بالذكورة أو الأنوثة ؛ فلو حلف بالطلاق أنه لم يلق يومه ذكراً ولا أنثى، ولقد لقى خنثى مشكلاً : كان حانثاً ؛ لأنه في الحقيقة إمّا ذكراً أو أنثى، وإن كان مشكلاً عندنا ﴿ شَتَّى ﴾ جمع شتيت، أي : إنّ مساعيكم أشتات مختلفة، وبيان اختلافهما فيما فصل على أثره.
! ٧ < ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾ > ٧ !
< < الليل :( ٥ ) فأما من أعطى..... > > ﴿أَعْطَى ﴾ يعني حقوق ماله ﴿ وَاتَّقَى ﴾ الله فلم يعصه ﴿ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴾ بالخصلة الحسنى : وهي الإيمان. أو بالملة الحسنى : وهي ملة الإسلام، أو بالمثوبة الحسنى : وهي الجنة ﴿ فَسَنُيَسّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾ فسنهيؤه لها من يسر الفرس للركوب إذا أسرجها وألجمها. ومنه قوله عليه السلام :

__________


الصفحة التالية
Icon