* ثُمَّ لَتُسْألُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } > ٧ !
< < التكاثر :( ١ ) ألهاكم التكاثر > > ألهاه عن كذا وأقهاه : إذا شغله. و ﴿ التَّكَّاثُرُ ﴾ التباري في الكثرة والتباهي بها، وأن يقول هؤلاء : نحن أكثر، وهؤلاء : نحن أكثر. روى أن بني عبد مناف وبني سهم تفاخروا أيهم أكثر عدداً، فكثرهم بنو عبد مناف فقالت بنو سهم : إن البغي أهلكنا في الجاهلية فعادّونا بالأحياء والأموات، فكثرتهم بنو سهم. والمعنى : أنكم تكاثرتم بالأحياء حتى إذا استوعبتم عددهم صرتم إلى المقابر فتكاثرتم بالأموات : عبر عن بلوغهم ذكر الموتى بزيارة المقابر تهكماً بهم. وقيل : كانوا يزورون المقابر فيقولون : هذا قبر فلان وهذا قبر فلان عند تفاخرهم. والمعنى : ألهاكم ذلك وهو مما لا يعينكم ولا يجدي عليكم في دنياكم وآخرتكم عما يعينكم من أمر الدين الذي هو أهم وأعني من كل مهم. أو أراد ألهاكم التكاثر بالأموال والأولاد إلى أن متم وقبرتم. منفقين أعماركم في طلب الدنيا والاستباق إليها والتهالك عليها، إلى أن أتاكم الموت لا همّ لكم غيرها، عما هو أولى بكم من السعي لعاقبتكم والعمل لآخرتكم. وزيارة القبور : عبارة عن الموت. قال :% ( لَنْ يُخْلِصَ الْعَامَ خَلِيلٌ عِشْرا % ذَاقَ الضِّمَادَ أَوْ يَزُورَ الْقَبْرا ) %
وقال :% ( زَارَ الْقُبُورَ أَبُو مَالِك % فَأَصْبَحَ أَلأمَّ زُوَّارِهَا ) %
وقرأ ابن عباس :( أألهاكم ) ؟ على الاستفهام الذي معناه التقرير ﴿ كَلاَّ ﴾ ردع وتنبيه على أنه لا ينبغي للناظر لنفسه أن تكون الدنيا جميع همه ولا يهتم بدينه ﴿ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ إنذار ليخافوا فيتنبهوا من غفلتهم. والتكرير : تأكيد للردع والأنذار عليهم. و ( ثم ) دلالة على أن الإنذار الثاني أبلغ من الأوّل وأشد، كما تقول للمنصوح : أقول لك ثم أقول لك : لا تفعل، والمعنى : سوف تعلمون الخطأ فيما أنتم عليه إذا عاينتم ما قدّامكم من هول لقاء الله، وإنّ هذا التنبيه نصيحة لكم ورحمة عليكم. ثم كرّر التنبيه أيضاً وقال :