الإجابة
الحمد لله
أولا:
لا نعلم في فضل قراءة سورة مريم حديث مخصوص .
وأما ما رواه الثعلبي في "تفسيره" (6/ 205) من طريق سلام بن سليم المدائني، عن هارون بن كثير، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قرأ سورة مريم أعطي من الأجر حسنات بعدد من صدّق بزكريّا وكذب به، ويحيى ومريم وعيسى وموسى وهارون وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وإسماعيل عشر حسنات، وبعدد من دعا لله ولدا، وبعدد من لم يدع له ولدا .
فهذا حديث باطل موضوع ، هارون بن كثير هذا قال ابن عدي : " شيخ ليس بمعروف روى عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب وفيه فضائل القرآن سورة سورة حدث عنه بذلك سلام الطويل " .
"لسان الميزان" (6/ 181)
وسلام الطويل متهم، قال ابن حبان في "المجروحين" (1/ 339) : " يَرْوِي عَن الثِّقَات الموضوعات كَأَنَّهُ كَانَ الْمُعْتَمد لَهَا ".
وقد ذكر هذا الحديث القاوقجي في "اللؤلؤ المرصوع فيما لا أصل له أو بأصله موضوع" (ص196).
ثانيا :
ما ورد في السؤال : " أن من قرأ سورة مريم في المنام فرج الله عنه، وقيل يكون مع الأنبياء الذين ذكرهم الله فيها " كلام باطل مختلق، ولا أصل له عن عائشة ولا عن جعفر الصادق ولا غيرهما من السلف، لا مرفوعا ولا موقوفا، وإنما يذكره بعض جهال الصوفية والشيعة ، وهؤلاء لا يتورعون عن نشر الكذب في كتبهم ومواقعهم، بجهل أو بعمد .
وقراءة سورة مريم أو غيرها في المنام لا يثاب عليها الإنسان ، إنما يثاب على ما يعمله من عمل صالح في اليقظة ابتغاء وجه الله، أما في النوم: فالنوم أخو الموت، ولا يحاسب الإنسان على ما يفعله فيه من خير أو شر، لأن القلم مرفوع عن النائم حتى يستيقظ، وقد قال الله تعالى : لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ البقرة/286 ، وقال تعالى : وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى النجم/39، وما يفعله الإنسان في نومه ليس من كسبه ولا من سعيه.
نعم، من رأى في نومه أنه يقرأ القرآن – من سورة مريم أو غيرها- فهذه رؤيا خير، يستبشر بها خيرا، وتدفعه للعمل الصالح.
وينظر السؤال رقم : (6537)، (67624).
والله تعالى أعلم .