الإجابة
الحمد لله
السور التي تبدأ بـ ( حم ) من القرآن سبع سور ، وهي : غافر وفصلت والشورى والزخرف
والدخان والجاثية والأحقاف .
و( حم ) من جملة الأحرف المقطعة التي تبدأ بها بعض سور القرآن الكريم ، وقد ذكرنا
في جواب السؤال رقم : (1344) أن هذه
الحروف ذكرت في أول السور التي ذكرت فيها - والله أعلم - بياناً لإعجاز القرآن ،
وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله ، هذا مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي
يتخاطبون بها .
ولا نعلم حديثا صحيحا في فضل الحواميم خاصة ، وقد ورد في فضلها بعض الأحاديث ، ولا
يثبت منها شيء .
انظر : "سلسلة الأحاديث الضعيفة" للألباني رقم : (3537)، (3538)، (6183)، (7081).
وما يفعله هؤلاء من تلاوة
الآيتين الأوليين من كل سورة تبدأ بـ ( حم ) تباعا : لا نعلم له أصلا ، فهو بدعة
محدثة مردودة .
وقولهم : إنها طريقة للوقاية من نار جهنم لا دليل عليه أيضا .
وغاية ما ورد في ذلك ما رواه البيهقي في " الشعب " (4/ 105) ، والثعلبي في "
التفسير " (8/261) عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( الْحَوَامِيمُ سَبْع ٌ، وَأَبْوَابُ جَهَنَّمَ
سَبْعٌ تَجِيءُ كُلُّ حم مِنْهَا تَقِفُ عَلَى بَابٍ مِنْ هَذِهِ الْأَبْوَابِ
فَتَقُولُ : اللهُمَّ لَا تُدْخِلُ مِنْ هَذَا الْبَابِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِي
وَيَقْرَؤُنِي ) وقال البيهقي عقبه :
" هَكَذَا بَلَغَنَا بِهَذَا الْإِسْنَادِ الْمُنْقَطِعِ ".
وهذا إسناد واه ، الخليل بن مرة من أتباع التابعين ، فبينه وبين النبي صلى الله
عليه وسلم راويان على الأقل ، ثم هو ضعيف في نفسه ، قال البخاري : منكر الحديث ،
وضعفه ابن معين وأبو حاتم .
انظر : "ميزان الاعتدال" (1/667) .
وقد ضعفه الألباني في " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (6183) .
وعلى فرض صحته: فالمقصود منه قراءة كل سورة منها كاملة ، أما قراءة آيتين من كل
سورة ، فليس في الحديث ما يدل على ذلك .
والله تعالى أعلم .