الإجابة
الحمد لله
أولا :
الرسم العثماني : هو الرسم الذي كُتب به المصحف أيام أمير المؤمنين عثمان بن عفان
رضي الله عنه ، ولا يجوز كتابة المصاحف بخلاف هذا الرسم على الصحيح الراجح .
جاء في " التفسير المنير" للدكتور الزحيلي (1/ 24-25):
" الرسم العثماني : هو الطريقة التي كتبت بها المصاحف الستة في عهد عثمان رضي الله
عنه. وهو الرسم المتداول المعمول به بعد البدء بطباعة القرآن في البندقية سنة 1530
م، وما تلاها من طبعة إسلامية خالصة للقرآن في سانت بترسبوغ، في روسيا، سنة 1787 م،
ثم في الآستانة سنة 1877 م.
وللعلماء رأيان في طريقة كتابة القرآن أو الإملاء :
1- رأي جمهور العلماء ومنهم الإمامان مالك وأحمد: أنه يجب كتابة القرآن كما وردت
برسمها العثماني في المصحف الإمام، ويحرم مخالفة خط عثمان في جميع أشكاله في كتابة
المصاحف، لأن هذا الرسم يدلّ على القراءات المتنوعة في الكلمة الواحدة.
2- رأي بعض العلماء (وهم أبو بكر الباقلاني وعز الدين بن عبد السلام وابن خلدون) :
أنه تجوز كتابة المصاحف بالطرق أو الرسوم الإملائية المعروفة للناس، لأنّه لم يرد
نص في الرسم، وإن ما في الرسم من زيادات أو حذوف لم يكن توقيفا أوحى الله به على
رسوله، ولو كان كذلك لآمنا به وحرصنا عليه، وإذا كتب المصحف بالإملاء الحديث أمكن
قراءته صحيحا وحفظه صحيحا.
وقد رأت لجنة الفتوى بالأزهر وغيرها من علماء العصر الوقوف عند المأثور من كتابة
المصحف، احتياطا لبقاء القرآن على أصله لفظا وكتابة، وحفاظا على طريقة كتابته في
العصور الإسلامية السابقة ، دون أن ينقل عن أحد من أئمة الاجتهاد تغيير هجاء المصحف
عما رسم به أولا، ولمعرفة القراءة المقبولة والمردودة ، فلا يفتح فيه باب الاستحسان
الذي يعرض القرآن للتغيير والتحريف، أو للتلاعب به، أو العبث بآياته من ناحية
الكتابة ، لكن لا مانع في رأي جماهير العلماء من كتابة القرآن بطرق الإملاء الحديثة
في مجال الدرس والتعليم ، أو عند الاستشهاد بآية أو أكثر في بعض المؤلفات الحديثة،
أو في كتب وزارة التربية والتعليم ، أو أثناء عرضه على شاشة التلفاز " انتهى .
وانظر للاستزادة جواب السؤال رقم : (1488)
.
ثانيا :
كتابة غير القرآن بالرسم العثماني :
إن كان كتابا كاملا أو صفحة كاملة كتبت على هيئة كتابة المصحف ، بحيث إن الناظر
لأول وهلة ربما ظن أن هذا من القرآن : فمثل هذا لا يجوز ، لتشبيه ما ليس قرآنا
بالقرآن ، وحصول الخلط عند من لا علم له حتى يظن بما ليس قرآنا أنه من القرآن .
وقد نهى الرسول صل الله عليه وسلم في أول الأمر عن كتابة الحديث النبوي ، وذلك لئلا
يختلط القرآن بغيره . فلأن يُمنع من كتابة غير القرآن بالرسم العثماني لئلا يُظن
أنه من القرآن أولى .
وإن كان ذلك في كلمات يسيرة بحيث إنه لا يختلط على القارئ أو الناظر بالقرآن ،
كاستبدال الألف واوا في كلمة " الصلاة " مثلا : فهذا لا يضر ، فإن مثل هذا من
النقوش الكتابية التي ترد الحرف إلى أصله ، كما هو مقرر في مباحث الخط من علم الصرف
، ولا يحصل بمجرد ذلك خلط ما ليس بقرآن بالقرآن عند من لا علم له ، ولا اشتباه ،
بخلاف من يكتب الكتابة على هيئة الرسم العثماني وينقشها على نقشه ، ويشكلها بتشكيل
الآيات ، فإن في مثل ذلك محظورا واضحا.
ثالثا :
المشروع تنزيه كلِّ اسمٍ معظَّمٍ ومحترمٍ بالشرع عن الامتهان ، كأن يُلقى في مزبلة
أو صندوق قمامة ونحو ذلك .
أما الكتابة التي لا حرمة لها بالشرع فلا حرمة لها ، ولو كتب بعضها بالنقش العثماني
، فما دام المكتوب ليس قرآنا وليس فيه ذكر لله تعالى فلا حرج في رميه وإلقائه .
وانظر جواب السؤال رقم : () .
والله تعالى أعلم .