الفتاوى

معاوية رضي الله عنه وكتابة الوحي
ما هي السور التي نزلت بعد فتح مكة ؟ وهل كان معاوية رضي الله عنه ممن كتبوا الوحي ؛ لأنه أسلم بعد الفتح حسب ما أعرف ؟

الإجابة

الحمد لله

أولًا:

" معاوية بن أبي سفيان – واسم أبي سفيان : صخر - بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي.

ولد رضي الله عنه قبل البعثة بخمس سنين، وأسلم قبل أبيه في عمرة القضاء بعد الحديبية ، ولم يظهر إسلامه إلا يوم الفتح سنة 8 هـ.

وهو أخو أم المؤمنين ، أم حبيبة رضي الله عنهما.

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعمر وأم حبيبة رضي الله عنهم، وروى الحديث عن غيرهم. كما روى عنه خلق من الصحابة والتابعين، منهم ابن عباس وعبد الله بن الزبير والنعمان بن بشير ومروان بن الحكم، وسعيد بن المسيب وأبو إدريس الخولاني .

تولى كتابة الرسائل فيما بين النبي صلى الله عليه وسلم وعرب البادية ، قال المدائني: " كان زيد بن ثابت يكتب الوحي، وكان معاوية بكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فيما بينه وبين العرب ".

وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه كان كاتبا للوحي.

قال البلاذري: " كتب له بعد إسلامه عام الفتح" . وقال المسعودي: " كتب له معاوية قبل وفاته صلى الله عليه وسلم بأشهر" .

وتجمع الروايات على أن معاوية كتب الرسائل والوحي ، وكان هو وزيد بن ثابت ملازمين للكتابة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في الوحي وغيره.

وفي مسند الإمام أحمد- وأصله في مسلم- عن ابن عباس قال: " قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (ادع لي معاوية، وكان كاتبه) ".

وفي رواية ، عند البيهقي وغيره ـ : " وكان يكتب الوحي " ، فصرح بالوحي .

قال الذهبي : " وَقَدْ صَحَّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ أَلْعَبُ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: " ادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ "، وَكَانَ يَكْتُبُ الْوَحْيَ " انتهى، من "تاريخ الإسلام" (2/540) .

انظر: "جمع القرآن" للدليمي: (63)،"الإصابة"(3/ 434)، و"فتوح البلدان"(663)؛ و"تاريخ الأمم والملوك"(2/ 421)، و"التنبيه والإشراف"(246)، و"مسند الإمام أحمد- مسند ابن عباس رضي الله عنهما" ، حديث رقم (2651).

ثانيًا:

من السور التي نزلت بعد الفتح:

1- سورة المائدة، "التسهيل" لابن جزي: (1/ 219).

2- سورة التوبة، "التحرير والتنوير" لابن عاشور(10/ 154).

3- وكل ما قيل فيه إنه آخر ما نزل، كسورة النصر، وآيات الربا من سورة البقرة، وغيرها .

انظر: "البرهان، للزركشي" (1/ 209)، و"الإتقان" للسيوطي (1/ 101).
 

والله أعلم 

Icon