قال الإمام النووي إن المسلمين مجمعون على أن من أنكر حرفا مما أجمع عليه أو قرأ بحرف لم يقرأ به أحد هو كافر . فما معنى قول الإمام حرف وهل قوله ( المسلمين مجمعون على أن من أنكر حرفا مما أجمع عليه ) يعنى أن هناك آيات في القرآن مختلف في إثباتها في المصحف أم أن جميع العلماء متفقون على إثبات الآيات الموجودة في المصحف ومتفقون أيضا على عدم إثبات أي آية خارج المصحف العثماني.
الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحرف يراد به الحرف المعروف من الحروف الهجائية كما قال صاحب السان، فإذا أنكر المنكر حرفا من القرآن وهو عالم بذلك فهو كافر، ويدخل في هذا من باب أولى من أنكر كلمة أو جملة فأكثر، وكذا الحال فيمن زاد في القرآن ما ليس منه.
واعلم أن أهل العلم مجمعون على إثبات ما كتب في المصحف العثماني وعلى نفي قرآنية ما لم يكتب فيه، فقد اتفق الصحابة على ذلك، وكذا من بعدهم من علماء التابعين ومن بعدهم.
ولا يؤثر على هذا اختلاف القراءات في إثبات حرف في قراءة وحذفه في أخرى، فإن من لم يقرأ بذلك الحرف المذكور في قراءة أخرى لا ينكر ثبوت قرآنيته، فمن قرأ بحذف الواو من كلمة (وسارعوا) مثل نافع وابن عامر فإنه لا ينكر ثبوت قرآنيتها كما قرأ الجمهور.
والله أعلم.