الإجابة
الحمد لله
أولاً:
نسأل الله تعالى أن يثبتك على الخير والهدى .
وقد سبق في جوابي السؤالين ( 1428)
و ( ) ثواب حفظ القرآن ومنزلة
حملته ، فنسأله تعالى أن لا يحرمك من ذلك شيئاً .
ثانياً:
ليس هناك نصٌّ في الشرع يجعل حافظ القرآن بأرقام الآيات أعظم أجراً وأعلى منزلة ممن
حفظه بدون ذلك .
والنصحية لك : أن لا تفعل ذلك ، ولا تهتم به ، لأنه باب من أبواب الرياء ، كما أن
الوقت أنفس من أن تصرفه في أمر لا طائل من ورائه ، ولا ينفعك في دينك ولا يقربك إلى
ربك تعالى .
فعليك أن تهتم بإتقان وجودة القراءة والحفظ ، والسعي نحو فهم آياته وتدبر معانيه ،
مع الاهتمام بالعمل بما فيه ، فتحل حلاله ، وتحرِّم حرامه ، وتعمل بأوامره ، وتبتعد
عن نواهيه ، والعمل بالقرآن هو الغاية العظمى المرادة من قراءته وحفظه .
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : " كان الرجلُ منَّا إذا تعلمَ عشر آيات
لم يجاوزهن حتى يعرفَ معانيهن والعمل بهن " .
وقال أبو عبد الرحمن السلمي - من التابعين - : حدثنا الذين كانوا يُقرِئوننا القرآن
، كعثمان بن عفان ، وعبد الله بن مسعود ، وغيرهما : أنهم كانوا إذا تعلَّموا من
النَّبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم
والعمل ، قالوا : " فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً " .
والله أعلم