الإجابة
الحمد لله
لا ينال القارئ ثواب ختم القرآن الكريم إلا إذا قرأه جميعاً ، ولم يترك منه شيئاً ، فلو أسقط آية ولم يقرأها لم يكن قد ختم القرآن الكريم .
حتى ذكر العلماء أنه ينبغي أن يأتي بالبسملة في أول كل سورة إلا سورة براءة ، ويعتني بذلك حتى يكون خاتما للقرآن .
قال النووي رحمه الله :
"وينبغي أن يحافظ على قراءة (بسم الله الرحمن الرحيم) في أول كل سورة سوى براءة ، فإن أكثر العلماء قالوا : إنها آية ، حيث كتبت في المصحف ، وقد كتبت في أوائل السور سوى براءة ، فإن قرأها كان مثبتاً قراءة الختمة أو السورة ، وإذا أخل بالبسملة كان تاركاً بعض القرآن عند الأكثرين" انتهى .
"التبيان" (صـ 61 ، 62) .
وعلى هذا ، فلابد أن يأتي القارئ بما نسيه من الآيات حتى ينال ثواب الختمة .
وقد ذكر العلماء رحمهم الله طريقتين عند السلف ، في الإتيان بالآية أو الآيات التي نسيها الإمام في صلاة التراويح :
الأولى : أن يجمع كل هذه الآيات ويقرأها جميعاً في آخر ليلة من ليالي رمضان ، وهذا كان فعل الأئمة في مكة قديماً .
الثانية : أنه متى تذكر الآية التي نسيها رجع إليها [وهذا إذا كان لا يزال في القراءة في الصلاة] ثم يكمل بعدها من حيث انتهى ، وهذا روي عن علي رضي الله عنه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وهو يذكر أن الترتيب فيما شُرع فيه الترتيب يسقط بالنسيان ، قال :
"ومنها : إذا نسى بعض آيات السورة في قيام رمضان ، فإنه لا يعيدها ، ولا يعيد ما بعدها ، مع أنه لو تعمد تنكيس آيات السورة وقراءة المؤخر قبل المقدم لم يجز بالاتفاق ....
سئل الإمام أحمد رحمه الله عن الإمام في شهر رمضان يدع الآيات من السورة ، ترى لمن خلفه أن يقرأها؟
قال : نعم ، ينبغي له أن يفعل ، قد كانوا بمكة يوكلون رجلاً يكتب ما ترك الإمام من الحروف وغيرها ، فإذا كان ليلة الختمة أعاده .
قال الأصحاب ـ كأبي محمد (ابن قدامة) ـ : وإنما استحب ذلك لتتم الختمة ، ويكمل الثواب.
فقد جعل أهل مكة وأحمد وأصحابه إعادة المنسي من الآيات وحده يكمل الختمة والثواب ، وإن كان قد أخل بالترتيب هنا ، فإنه لم يقرأ تمام السورة ، وهذا مأثور عن علي أنه نسي آية من سورة ثم أثناء القراءة قرأها ، وعاد إلى موضعه ولم يشعر أحد أنه نسي إلا من كان حافظاً" انتهى .
"مجموع الفتاوى" (21/410 ، 411) .
والله أعلم