الإجابة
الحمد لله :
المصحف لا تجوز كتابته بغير الرسم العثماني المتفق عليه منذ عهد الصحابة :
قال أشهب : " سئل مالك رحمه الله : هل تَكتب المصحف على ما أخذتْه الناس من الهجاء
؟ فقال : لا ؛ إلا على الكِتْبة الأولى .
رواه أبو عمرو الداني في المقنع ، ثم قال : " ولا مخالف له من علماء الأمة " ...
وقال الإمام أحمد رحمه الله : " تحرم مخالفة خط مصحف عثمان فى ياء أو واو أو ألف أو
غير ذلك " ...
وقد قال البيهقي في شعب الإيمان : " من كتب مصحفا فينبغي أن يحافظ على حروف الهجاء
التي كتبوا بها تلك المصاحف ، ولا يخالفهم فيها ، ولا يغير مما كتبوه شيئا ؛ فإنهم
أكثر علما ، وأصدق قلبا ولسانا ، وأعظم أمانة منا ؛ فلا ينبغي أن نظن بأنفسنا
استدراكا عليهم .
وروى بسنده عن زيد قال : القراءة سنة . قال سليمان بن داود الهاشمى يعنى ألا تخالف
الناس برأيك في الاتباع .
قال : وبمعناه بلغني عن أبى عبيد في تفسير ذلك وترى القراء لم يلتفوا إلى مذهب
العربية في القراءة إذا خالف ذلك خط المصحف واتباع حروف المصاحف عندنا كالسنن
القائمة التى لا يجوز لأحد أن يتعداها . "
انتهى .
[ انظر : البرهان في علوم القرآن ، للزركشي
(1/379) والإتقان للسيوطي (4/146) ]
وقال السيوطي رحمه الله في الإتقان : " أجمعوا على لزوم اتباع رسم المصاحف
العثمانية في الوقف إبدالا وإثباتا وحذفا ووصلا وقطعا "
انتهى من الإتقان في علوم القرآن (1/250)
.
وهذا كله فيما إذا كان الغرض كتابة المصحف ، يعني : كاملا .
وأما كتابة آية منه ، أو بعض آيات ، ونقلها في كتب العلم ، أو المجلات النافعة ، أو
نحو ذلك ، فلا بأس به ، وعليه جرى عمل الناس في كتبهم ، وإن كان الأحسن مراعاة رسم
المصحف ، متى أمكن ذلك ، بنقله من المصحف مباشرة .
وقد سبق بيان حكم ذلك في السؤال رقم (1488)
وعليه :
فلا حرج فيما ذكرت من عرض بعض الآيات الكريمة على شاشة الجوال بغير الرسم العثماني
، إذا تعذّر عرضها بالرسم العثماني ، مع مراعاة أن تكون الآيات المكتوبة بهذه
الطريقة مما يسهل قراءتها عادة ، ولا يحصل فيها الغلط ، ومراعاة ضبط ما يشكل منها
حتى لا يحصل الخطأ في قراءتها ونشرها .
والله أعلم .