الإجابة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليس مجرد التواتر سبب انتشار رواية حفص، فإن القراءات العشر متواترة كلها. ولكن من أسباب انتشارها، ما علم من إتقان حفص لروايته، عن عاصم, وتفرغه للإقراء، واهتمامه به أينما كان في مكة، أو ببغداد، أو الكوفة، فأخذ عنه كثير من الناس.
فقد قال الشاطبي:
فَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ وَعَاصِمٌ اسْمُهُ فَشُعْبَةُ رَاوِيهِ المُبَرِّزُ أَفْضَلاَ
وَذَاكَ ابْنُ عَيَّاشٍ أَبُو بَكْرٍ الرِّضَا وَحَفْصٌ وَبِاْلإتْقَانِ كانَ مُفضَّلاَ
وقال أبو عمرو الداني: وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة, ونزل بغداد فأقرأ بها, وجاور بمكة فأقرأ بها أيضًا. وقال ابن المنادي: وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر ابن عياش -يعني: شعبة- ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم, وأقرأ الناس دهرًا. اهـ.
ويضاف لهذا ما حصل مؤخرا من كثرة طباعة المصحف بها في كثير من الأقطار، وتوزيعها بالمجان في بعض الأحيان، إضافة لقراءة العثمانيين بها وكان لأئمتهم وقضاتهم دور في انتشارها.
والله أعلم.