الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
أولا:
تعلّم كتاب الله تعالى وحفظه والعمل به وتعليمه الناس من أجلّ أعمال البر، فروى البخاري (5027) عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « »
وعَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله تعالى عنها، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « » رواه البخاري (4937)، ومسلم (798).
ثانيا:
نسيان القرآن الكريم ليس معصية في نفسه، ولكنه قد يكون عقوبة على بعض الآثام والمعاصي كما سبق بيانه في فتوى سابقة.
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى:
ما الحكم في من حفظ القرآن الكريم ثم نسيه؟
فأجاب:
"الحكم في ذلك أن يجتهد في استعادته، ويحرص على ذلك، والله جل وعلا يوفقه إذا صدق، ولا شيء عليه، والحديث الذي فيه وعيد ضعيف، إنما الوعيد فيمن نسي العمل به، وتركه وأعرض عنه، وأما من حفظه ونسيه، أو نسي بعضه: فلا شيء عليه، إنما عليه أن يجتهد ويحرص على استعادة حفظه " انتهى من موقع الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى.
ثالثا:
ليس من شك أن ما ذكر في السؤال: هو من حيل الشيطان، وكيده، ومكره بالعبيد؛ يصد الشيطانُ المسلمَ عن حفظ القرآن الكريم ويوسوس له بأنه إذا حفظه فقد ينساه ويقع في الإثم! ويريد الشيطان بذلك أن يمنع المسلم من فعل هذه العبادة العظيمة ويحرمه من ثوابها، فعلى المسلم، الناصح لنفسه، الطالب لخيره: أن يراغم الشيطان، ولا يستسلم لهذه الوسوسة.
وقراراك أن تحفظي القرآن الكريم هو قرار صائب بلا شك، وستجنين من ورائه الخير في الدنيا والآخرة إن شاء الله الكريم، وإذا يسر الله سبحانه لك حفظ شيء منه، فاحرصي على مراجعته وتدبره، ومعرفة معناه والعمل به، فبذلك لن تنسيه إن شاء الله تعالى، وإذا قُدِّر ونسيت منه شيئا فليس ذلك معصية كما تقدم.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.
والله تعالى أعلى وأعلم.