الإجابة
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فتجويدُ القُرآن الكريم بالصُّورة المذكورة مِن الأُمور المُحْدثة، التي يَجب تركُها، والإنكار على فاعلها بحكمة وعلم؛ حيث لا أصْلَ له في الكِتاب والسُّنَّة المطهَّرة، ولا ثبت عن أحد من الخُلفاءِ الرَّاشدين، ولا عن أحدٍ من القُرون الخيريَّة المأمور بالاقتِداء بها، ولو حصَل لنُقِل إلينا، كما نقل غيره مما كبر وصغر؛ ولذلك فالقول ببدعية هذا الفعل، وأنه من المحدَثات ظاهرٌ؛ وقد قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "كلّ محدثةٍ بدعةٌ" (رواه أبو داود وغيره)، وقال صلى الله عليه وسلم في حديثِ عائشةَ: "مَن أحدثَ في أمرِنا هذا ما ليس منه، فهو ردٌّ" (متفق عليه).
فضلاً عن أنَّه يؤذي المصلِّين والقرَّاء ويشوِّش عليهم ويشغلهم؛ وقد روى أبو داود عن أبى سعيد قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة؛ فكشف الستر وقال: "ألا إن كلكم مناجٍ ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضًا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة" أو قال: "في الصلاة".
وفي فتاوى اللَّجنة الدَّائمة للبحوثِ العِلميَّة والإفتاء: "الاستِمرار على ما ذُكِر، من قِراءة القُرآن الكريم، ثُمَّ بعْضِ الأدعية قبل أذانِ صلاةِ الفجر: ليس من السُّنَّة، بل هو بِدْعة".
وقالت: "القُرآن كلامُ الله جلَّ وعلا وتلاوتُه عبادة من العِبادات البدنيَّة المَحْضة، والمستمِع يُثاب على استِماعه، ولكن إذا ترتَّب على رفْع الصَّوت به أذًى، فينبغي خفْضُ الصَّوت إلى درجةٍ يزول بها الأذى، وما ذُكِرَ في السُّؤال، من تَخصيص وقْتٍ قَبْلَ الصلاة لقِراءة القُرآن في المسجِد بصوتٍ مُرتفِع - لا نعلمُ له أصلاً يدُلُّ على فعلِه بصفةٍ دائمة في هذا الوقْت".
ويجب مناصحةُ مَن يفعل هذا، وبيانُ السُّنَّة له بدليلِها، بالحكمةِ والموعظةِ الحسنة، والمجادلة بالتِي هي أحسن، عسى الله أن يهديَه، ويشرحَ صدرَه بالاستِجابة.
ويرجى مراجعة الفتويين: "سجود الشكر بعد الصلاة بدعة"، "الذكر الجماعي"،، والله أعلم.
http://ar.islamway.net/fatwa/37521?ref=search