الإجابة
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه
أجمعين، أما بعد:
فالقراءة السائدة في السودان هي السائدة في أغلب بلاد الإسلام وهي
قراءة حفص عن عاصم بن أبي النجود الكوفي، ويقرأ الناس في بعض مناطق
السودان برواية الدوري عن أبي عمرو بن العلاء البصري، وفي مناطق تسود
رواية ورش عن نافع المدني، وهذا يرجع إلى وجود شيوخ الإقراء ممن نشروا
قراءة بعينها دون سواها؛ كما يقرأ أهل الشمال الإفريقي مثلاً برواية
نافع لوجود من نشرها في تلك المناطق.
وأما تعدد القراءات فيلزمك أن تعلم أولاً أنها جميعاً -أعني العَشْر-
متواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي وحي تلقاه الرسول صلى
الله عليه وسلم من جبريل، وأقرأها صلى الله عليه وسلم الصحابة، ونقلت
عنه بالتواتر، واستمر المسلمون يتلقونها بالسماع والمشافهة من قُرّاء
الصحابة ومن بعدهم -خلفاً عن سلف- حتى كثر هؤلاء جداً وانتشروا في
الأمصار وصار لهم أتباع وطلاب كثيرون.
فبأيها قرأ المسلم أجزأه وصحت صلاته، والخلاف بين هذه القراءات إما أن
يعود إلى لفظ، والمعنى واحد، مثل: الإمالة وعدمها، والإدغام وعدمه،
وترقيق اللامات وتغليظها. وإما أن يعود إلى المعنى، ولكن بشكل لا
تناقض فيه مطلقاً، مثل: {باعد}،
و{بعِّد} في قوله تعالى: {فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا}، ومثل:
{نزل}، و{نزَّل} في قوله تعالى: {نزل به الروح الأمين}، وكان تعددها لحكم
عظيمة تعود إلى تيسير قراءته وحفظه على اختلاف لهجات العرب، ورفع
المشقة والحرج عن الناس في ذلك، مع تكثير أوجه تفسيره وفهمه على
امتداد الزمان وغير ذلك من الحكم، والله تعالى أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن شبكة المشكاة
الإسلامية.