الفتاوى

ليس من تدبر القرآن تحميل النصوص ما لا تحتمله أو فهمها بعيدا عن سياقها
أحب البحث في القرآن دائما، وكل ما أسمع أي آية تأخذني الأفكار وتأتيني للسؤال عنها والبحث: أرى في سورة يونس إشارتين من إشارات قرب الساعة أي علامات الساعة بعيدا عن التفسير أو كوجه آخر: الأولى: الريح الطيبة 22ـ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ 2ـ زخرفة الأرض المباني وازدهارها وضخامتها 24ـ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ـ لأن الكلمات في السورة بعد ذكر الواقعتين كان يفهم بأن الريح الطيبة ستأخذ الناس والثانية أيضا ليرث الله الأرض أو بإفناء الأرض بعد هذا الزخرف فيها إلخ فهل لهذا وجه؟ أم مجرد اعتقاد؟ وهل هناك من مآخذة أو إثم أو وسواس من بحثي في القرآن، لأنني أريد الوصول الكامل ودائما أحب التفكر في كل شيء والبحث في كل الأمور الدينية والدنيوية والسياسية إلخ.

الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالتأمل والبحث في آيات الله والتدبر فيها مطلوب من المسلم عند قراءة كتاب الله تعالى، كما قال تعالى: كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب { ص:29}.

ولكنه لا يجوز لأحد أن يفسر القرآن برأيه، بل لتفسير القرآن طرائق مرعية عند العلماء، وانظر الفتوى رقم: 141783.

وأما ما ذكرته من الإشارات فلا نرى لها وجها، ولا يصح أن تقحم الآيات في غير ما سيقت له، وأن تحمل نصوص الوحي ما لا تحتمله.

والله أعلم.

Icon