الفتاوى

يقولون إن الإسلام قد ظلم المرأة في إعطائها حقوقها، والإسلام يفضل الرجل على المرأة كقوله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى...
يقولون إن الإسلام قد ظلم المرأة في إعطائها حقوقها، والإسلام يفضل الرجل على المرأة كقوله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ هل معنى هذه الآية تفضيل الرجال على النساء، أرجو أن توضحوا قضية المرأة وحقوقها ومكانتها في الإسلام ؟

الإجابة

القائلون بأن الإسلام قد ظلم المرأة، قد أخطؤوا كثيراً وغلطوا غلطاً كبيراً، فإن الإسلام هو الذي أنصفها ورفع مكانتها وكانت مظلومة في الجاهلية بين العرب وفي اليهود والنصرانية ، وغير ذلك من سائر الأديان الباطلة، والإسلام هو الذي رفعها وعظّم شأنها، وأنصفها وأعطاها حقوقها فجعلها أمّاً كريمة، وزوجة كريمة، وبنتاً مرحومة معطوفاً عليها، ينفق عليها ويحسن إليها حتى تستقل بنفسها أو تتزوج، وأمر والدها بالإنفاق عليها وزوجها بالإنفاق عليها، وكذلك إحسان عشرتها وأمر الدولة الإسلامية أن تنصفها وتعطيها حقوقها وأن تمنع من العدوان عليها، وجعل لها قيمة متى قتلت قُتل بها الرجل ومتى أُصيب منها شيء أُعطيت حقها في ذلك، سواء كان المصاب عضواً أو غير ذلك، أما قوله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فالأمر فيها واضح والله سبحانه فضل الرجال على النساء؛ لأن جنس الرجال أقوى في الجملة على أداء الحقوق وعلى جهاد الأعداء، وعلى ردع الظلم، وعلى الإحسان إلى الأولاد والنساء وحمايتهم من الأذى والظلم، إلى غير هذا مما هو معروف شرعاً، وفطرة وحسّاً أن الرجال أقوى وأقدر على ما ينفع المجتمع من النساء في الجملة، ثم الرجال ينفقون أموالهم في الزواج، في إعطاء المهور والإنفاق على الزوجات وحمايتهن مما يؤذيهن، والعطف عليهن فالرجال لهم حق كبير من الجهتين من جهة تفضيل الله لهم على النساء، لما هو معلوم من كون الرجال أكمل وأقدر على كل شيء في الجملة، وأكمل عقلاً وأتم نظراً في العواقب، والمصالح في الجملة، ولأنهم أنفقوا أموالهم في تحصيل الزوجات من مهرٍ وغيره، ولهذا قال سبحانه وتعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ولا يلزم من هذا أن يكون كل رجل أفضل من كل امرأة، وإنما هذا التفضيل في الجملة، أما بالتفصيل فقد تكون امرأة أفضل من رجل، أمر واقع ومعلوم، ولكن في الجملة جنس الرجال مفضل على جنس النساء ، وهذا يعرف بالشرع ويعرف بالعقل وبالفطرة وبمعرفة الواقع والتجارب، ولكن كم لله من امرأة أفضل من رجل، بسبب علمها ودينها واستقامتها وبصيرتها، ومن نظر في صفات الصحابيات والتابعيات وعلماء هذه الأمة من النساء عرف أن هناك نساءً طيبات، يفضلن على كثير من الرجال وقال عليه الصلاة والسلام : كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلاَّ آسِيَةُ امْرَأَةُ فرِْعَوْنَ ، وَمَرْيَمُ بنِْتُ عِمْرَانَ وجاء في فضل فاطمة بنت الرسول عليه الصلاة والسلام ، وفضل خديجة رضي الله عنها، وعائشة رضي الله عنها ما يدل على اختصاصهن بالفضل أيضاً فهؤلاء الخمس هن أفضل النساء ، خديجة وعائشة من أُمهات المؤمنين، وفاطمة ابنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومريم ابنة عمران أم المسيح عليه الصلاة والسلام ، وآسية ابنة مزاحم زوجة فرعون ، هؤلاء النسوة الخمس هنّ خير النساء، وهناك نساء كثيرات لهن فضل ولهن علم ولهن تفضيل على كثير من الرجال، لكن حكمة الله اقتضت تفضيل الرجل على المرأة في أشياء معينة أيضاً كالإرث فإن البنت تُعطى نصف ما يُعطى الذكر من الأولاد، والأُخت من الأبوين أو الأب تعطى نصف ما يعطاه الأخ الشقيق أو الأخ لأب والزوجة تعطى النصف مما يأخذه الزوج، فإذا أخذ الزوج النصف صار لها الربع، وإذا أخذ الزوج الربع صار لها الثمن، وهذه لحكمة بالغة ومعان إذا تدبرها أهل البصيرة عرف وجاهتها وحكمة الله فيها فإنه هو الحكيم العليم، فكل موضع، فضل فيه الرجل على المرأة فله وجاهته وله أسبابه وله حكمة لمن تدبر وتعقل والله المستعان .

Icon