وَحَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: " حُدِّثْتُ أَنَّ أَوَّلَ مَا ابْتَدَأَهُمَا بِهِ مِنْ كَيْدِهِ إِيَّاهُمَا أَنَّهُ نَاحَ عَلَيْهِمَا نِيَاحَةً أَحْزَنَتَهُمَا حِينَ سَمِعَاهَا، فَقَالَا لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَبْكِي عَلَيْكُمَا تَمُوتَانِ فَتُفَارِقَانِ مَا أَنْتُمَا فِيهِ مِنَ النِّعْمَةِ وَالْكَرَامَةِ. فَوَقَعَ ذَلِكَ فِي أَنْفُسِهِمَا. ثُمَّ أَتَاهُمَا فَوَسْوَسَ إِلَيْهِمَا، فَقَالَ: ﴿يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى﴾ [طه: ١٢٠] وَقَالَ: ﴿مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ﴾ [الأعراف: ٢١] أَيْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تُخَلَّدَا إِنْ لَمْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ فِي نِعْمَةِ الْجَنَّةِ فَلَا تَمُوتَانِ، يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ﴿فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ﴾ [الأعراف: ٢٢] "
وَحَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: " وَسْوَسَ الشَّيْطَانُ إِلَى حَوَّاءَ فِي الشَّجَرَةِ حَتَّى أَتَى بِهَا إِلَيْهَا، ثُمَّ حَسَّنَهَا فِي عَيْنِ آدَمَ. قَالَ: فَدَعَاهَا آدَمُ لِحَاجَتِهِ، قَالَتْ: لَا، إِلَّا أَنْ تَأْتِيَ هَهُنَا. فَلَمَّا أَتَى قَالَتْ: لَا، إِلَّا أَنْ تَأْكُلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، قَالَ: فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا. قَالَ: وَذَهَبَ آدَمُ هَارِبًا فِي الْجَنَّةِ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ: يَا آدَمُ أَمِنِّي تَفِرُّ؟ قَالَ: لَا يَا رَبِّ، وَلَكِنْ حَيَاءً مِنْكَ. قَالَ: يَا آدَمُ أَنَّى أُتِيتَ؟ قَالَ: مِنْ قِبَلِ حَوَّاءَ أَيْ رَبِّ. فَقَالَ اللَّهُ: فَإِنَّ لَهَا عَلَيَّ أَنْ آدَمَيَهَا