فِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً كَمَا آدَمَيْتُ هَذِهِ الشَّجَرَةَ، وَأَنْ أَجْعَلَهَا سَفِيهَةً، فَقَدْ كُنْتُ خَلَقْتُهَا حَلِيمَةً، وَأَنْ أَجْعَلَهَا تَحْمِلُ كَرْهًا وَتَضَعُ كَرْهًا، فَقَدْ كُنْتُ جَعَلْتُهَا تَحْمِلُ يُسْرًا وَتَضَعُ يُسْرًا قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: وَلَوْلَا الْبَلِيَّةُ الَّتِي أَصَابَتْ حَوَّاءَ لَكَانَ نِسَاءُ الدُّنْيَا لَا يَحِضْنَ، وَلَكِنْ حَلِيمَاتٌ، وَكُنَّ يَحْمِلْنَ يُسْرًا وَيَضَعْنَ يُسْرًا "
وَحَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «سَمِعْتُهُ يَحْلِفُ بِاللَّهِ مَا يَسْتَثْنِي مَا أَكَلَ آدَمُ مِنَ الشَّجَرَةِ وَهُوَ يَعْقِلُ، وَلَكِنَّ حَوَّاءَ سَقَتْهُ الْخَمْرَ حَتَّى إِذَا سَكِرَ قَادَتْهُ إِلَيْهَا فَأَكَلَ»
وَحَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ طَاوُسٍ الْيَمَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ إِبْلِيسَ عَرَضَ نَفْسَهُ عَلَى دَوَابِّ الْأَرْضِ أَنَّهَا تَحْمِلُهُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ مَعَهَا، وَيُكَلِّمَ آدَمَ وَزَوْجَتَهُ، فَكُلُّ الدَّوَابِّ أَبَى ذَلِكَ عَلَيْهِ، حَتَّى كَلَّمَ الْحَيَّةَ فَقَالَ لَهَا: أَمْنَعُكِ مِنِ ابْنِ آدَمَ، فَأَنْتِ فِي ذِمَّتِي إِنْ أَنْتِ أَدْخَلْتِنِي الْجَنَّةَ. فَجَعَلَتْهُ بَيْنَ نَابَيْنِ مِنْ أَنْيَابِهَا، ثُمَّ دَخَلَتْ بِهِ. فَكَلَّمَهُمَا مِنْ فِيهَا، وَكَانَتْ كَاسِيَةً تَمْشِي عَلَى أَرْبَعِ قَوَائِمَ، فَأَعْرَاهَا اللَّهُ، وَجَعَلَهَا -[٥٦٧]- تَمْشِي عَلَى بَطْنِهَا. قَالَ: يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: اقْتُلُوهَا حَيْثُ وَجَدْتُمُوهَا، اخْفِرُوا ذِمَّةَ عَدُوِّ اللَّهِ فِيهَا "