وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾ [البقرة: ٣٦]، فَإِنَّهُ يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَلَكُمْ فِيهَا مَتَاعٌ تَسْتَمْتِعُونَ بِهِ إِلَى انْقِطَاعِ الدُّنْيَا، وَذَلِكَ هُوَ الْحِينُ الَّذِي ذَكَرَهُ
كَمَا حُدِّثْتُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾ [الأعراف: ٢٤] قَالَ: «إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَإِلَى انْقِطَاعِ الدُّنْيَا» وَالْحِينُ نَفْسُهُ الْوَقْتُ، غَيْرَ أَنَّهُ مَجْهُولُ الْقَدْرِ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
[البحر البسيط]

وَمَا مِرَاحُكَ بَعْدَ الْحِلْمِ وَالدِّينِ وَقَدْ عَلَاكَ مَشِيبٌ حِينَ لَا حِينِ
أَيْ وَقْتَ لَا وَقْتَ
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ﴾ [الأعراف: ٢٥]-[١١٩]- يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ اللَّهُ لِلَّذِينَ أَهْبَطَهُمْ مِنْ سَمَوَاتِهِ إِلَى أَرْضِهِ: ﴿فِيهَا تَحْيَوْنَ﴾ [الأعراف: ٢٥] يَقُولُ: فِي الْأَرْضِ تَحْيَوْنَ، يَقُولُ: تَكُونُونَ فِيهَا أَيَّامَ حَيَاتِكُمْ، ﴿وَفِيهَا تَمُوتُونَ﴾ [الأعراف: ٢٥]، يَقُولُ: فِي الْأَرْضِ تَكُونُ وَفَاتُكُمْ، ﴿وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ﴾ [الأعراف: ٢٥] يَقُولُ: وَمِنَ الْأَرْضِ يُخْرِجُكُمْ رَبُّكُمْ، وَيَحْشُرُكُمْ إِلَيْهِ لَبَعْثِ الْقِيَامَةِ أَحْيَاءً


الصفحة التالية
Icon