حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ [الأعراف: ١٧٢] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا﴾ [الأعراف: ١٧٢] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " إِنَّ اللَّهَ لَمَّا خَلَقَ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ، وَأَخْرَجَ ذُرِّيَّتَهُ كُلَّهُمْ كَهَيْئَةِ الذَّرِّ، فَأَنْطَقَهُمْ فَتَكَلَّمُوا، وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَجَعَلَ مَعَ بَعْضِهِمُ النُّورَ، وَإِنَّهُ قَالَ لِآدَمَ: هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُكَ آخِذٌ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ، أَنَا رَبُّهُمْ، لِئَلَّا يُشْرِكُوا بِي شَيْئًا، وَعَلَيَّ رِزْقُهُمْ. قَالَ آدَمُ: فَمَنْ هَذَا الَّذِي مَعَهُ النُّورُ؟ قَالَ: هُوَ دَاوُدُ. قَالَ: يَا رَبِّ كَمْ كَتَبْتَ لَهُ مِنَ الْأَجَلِ؟ قَالَ: سِتِّينَ سَنَةً. قَالَ: كَمْ كَتَبْتَ لِي؟ قَالَ: أَلْفَ سَنَةٍ، وَقَدْ كَتَبْتُ لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ كَمْ يَعْمُرُ وَكَمْ يَلْبَثُ. قَالَ: يَا رَبِّ زِدْهُ، قَالَ: هَذَا الْكِتَابُ مَوْضُوعٌ فَأَعْطِهِ إِنْ شِئْتَ مِنْ عُمُرِكَ. قَالَ: نَعَمْ. وَقَدْ جَفَّ الْقَلَمُ عَنْ أَجَلِ سَائِرِ بَنِي آدَمَ، فَكَتَبَ لَهُ مِنْ أَجَلِ آدَمَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَصَارَ أَجَلُهُ مِائَةَ سَنَةٍ. فَلَمَّا عُمِّرَ تِسْعَ مِائَةِ سَنَةٍ وَسِتِّينَ جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فَلَمَّا رَآهُ آدَمُ، قَالَ: مَا لَكَ؟ قَالَ لَهُ: قَدِ اسْتَوْفَيْتَ أَجَلَكَ. قَالَ لَهُ آدَمُ: إِنَّمَا عُمِّرْتُ تِسْعَ مِائَةٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَبَقِيَ أَرْبَعُونَ سَنَةً. قَالَ: فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ لِلْمَلَكِ، قَالَ الْمَلَكُ: قَدْ أَخْبَرَنِي بِهَا رَبِّي. -[٥٥٦]- قَالَ: فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ، فَرَجَعَ الْمَلَكُ إِلَى رَبِّهِ، فَقَالَ: مَا لَكَ؟ قَالَ: يَا رَبِّ رَجَعْتُ إِلَيْكَ لِمَا كُنْتُ أَعْلَمُ مِنْ تَكْرِمَتِكَ إِيَّاهُ. قَالَ اللَّهُ: ارْجِعْ فَأَخْبِرْهُ أَنَّهُ قَدْ أَعْطَى ابْنَهُ دَاوُدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً "